الرئيسية » » المرماح | فتحى عبد السميع

المرماح | فتحى عبد السميع

Written By غير معرف on الأحد، 4 أغسطس 2013 | أغسطس 04, 2013

المرماح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ الخيول 

تجري ولا تربحُ أرضا
خيولٌ أصيلة مكسوة بالغالي
تُربَّي  من أجل اللعب .
وأخري مهانة تجر الحناطير
هي أيضا تقف شامخة بعد السباق
كما لو كانت محلولة  للتو
من عربة علي معبد الكرنك .
الكدمات علي عجيزتها العجفاء
تبدو متوردة
مثل ابتسامة مكسوفة لعذراء .

2 ـ المزمار البلدي

الفم المنفوخ قبة ٌ
والمزمار مسلة  صغيرة بثقوب
 خيول تتزاحم في الحلْق
ومَخرجٌ واحد لا يكفي .

حُرٌ لا يعزف بين الجدران
ثقيل علي من أفنوا حياتهم في الغرف
يحتاج إلي آذان كبرت في الحقول
ولعبتْ كثيرا مع البراح.
عنيف كضوء الجنوب
ورقيق حد استخراج رقصة
من روح الحصان .

سَحرَنا المزمار البلدي
فأمسكنا أطراف جلابيبنا
حركنا حوافرنا ورقصنا
دون أن تسقط من شواربنا
هيبة ُ الرجال .

3ـ الزانة

صياح وغبار
الأرض طبلة  تقرعها الحوافر
حربٌ  ، لكن اللحم الآدمي  مصانٌ  بقوة اللعب .
لا سيف ، لا حربة ، لا معدن .
زانة شبعانة من الماء والشمس
طويلة ولا تعرف الأذى
طويلة مثل قلوب الزهاد .
يد الفارس أرجوحة
والزانة في الأعالي مَرَّة
وأخري تحفر خطا في التراب .

قال الراوي :
لم أشاهد  رجلا يمشي وفي يده زانة  
الناس يفضلون  الشومة  والنبوت ،
يفضلون الأقصََرَ والأكثر غلظة 
 يمشون في الأرض  وكأن الوليَّ لم يقل لهم :
الحياة مرماح لا أكثر.

4ـ  الفارس

يحكي  للحصان
عن التيجان التي يضعها الولي
علي رؤوس الفرسان .

يجرش الحمص والفول السوداني ويضحك
بينما أطوف حول أسنانه
كي أسرق اللغة التي يكلم البهيمَ  بها
اللغة الحنون  المملوءة بالشعير والسكر  والأسرار.
يخرج في زفة
و يعود في زفة
لا يسفك قطرة دم واحدة
ولا يعرف الهزيمة
يصول في المرماح
لا يتقدم شبرا
ويرجع ـ دائما ـ  ممتلئا بأرض جديدة
قال الراوي :
الأرض التي وعد الرحمن بها
لكننا نموت دون أن نضع أصابعنا  عليها
و ربطها بأرواحنا في هيئة أملاك العالم.


هامش

المرماح : سباق خيول شعبي ، يُجري بمصاحبة المزمار البلدي ، بقرب ضريح ولي مشهور، ويتم بمعرفة المحتفلين بمولده ، يبدأ بعد صلاة العصر، وينفضُّ بتكبيرات المغرب .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads