بدأ الطيفُ بالجميل وزارا
بدأ الطيفُ بالجميل وزارا | يا رسولَ الرضى وقيت العثارا |
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا | وتيممْ من السويداء دارا |
أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ | عادة النور ينزل الأبصار |
زار ، والحربُ بين جفني ونومي | قد أعدّ الدجى لها أوزارا |
حسن يا خيالُ صنعك عندي | أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا |
ما لربِّ الجمالِ جارَ على القلـ | ـبِ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا؟ |
وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزيـ | ـه عن الذنب رقَّة ً واعتذارا |
أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً | وجريحُ الأَنام يطلب ثارا؟ |
أَيها العاذلون، نِمتم، ورام السُّـ | ـهدُ من مقلتيَّ أَمراً، فصارا |
آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً | وأذى النصحِ أن يكون جهارا |
ساءَلَتْني عن النهار جفوني | رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا |
قلن: نَبكيه؟ قلت: هاتي دموعاً | قلْن: صبراً، فقلت: هاتي اصطبارا |
يا لياليَّ، لم أَجِدْكِ طوالاً | بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا |
إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً | لا يبالي بحلمهن صغارا |
لم نفقْ منك يا زمان فنشكو | مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا |
فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ | خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى |