المفترق
كلانا يسير على مُفترقْ | فإما النجاةُ وإما الغرقْ |
وليس أماميَ حلٌ بديلٌ | لقلبٍ هوى ، فاستُهيم ، فَرَق |
فأدمن عشقَ الليالي الطوالِ | يقاسمُ نجماتِهنَّ الأرقْ |
ويسهر ليس ككلِّ السهارى | مع البدرِ فرداً بداجي الغسق |
يناجيهُ يا بدرُ أرفقْ بخِلٍّ | إذا غبتَ عنهُ ذوى فاحترق |
ويعشق كالصادحاتِ الصباحَ | بروضةِ فُلٍّ كساه الألق |
وتسكرهُ همسةُ العاشقينَ | وبوحُ الحبيب، وسحر العبق |
ويطربهُ صوتُ نايٍ حزينٍ | وشدوُ الطيورِ، وسحرُ الشفق |
وأصبح كلُّ الوجودِ جميلاً | لديهِ كبدرِ الظلامِ اتَّسق |
فمهلاً أيا زهرةََ الروحِ ، إني | أرانا نسير إلى المفترق |
رويدكِ ما عاد في العمرِ إلا | خريفُ الفصولِ، وبعض الرمق |
وما عاد إلا الودادُ القديمُ | فلا تقتليهِ بهذا النزق |
فما كنتِ لي محضَ أكذوبةٍ | ولا قصةً صُغتُها في الورق |
ولكن كيانٌ وصرحٌ منيفٌ | بنيناهُ يا غادتي بالعرَق |
ولستِ ككل النساءِ اللواتي | عرفتُ، فأنتِ الأحنُّ الأَرََق |
فعيناكِ بحرانِ من روعةٍ | وخدّاكِ وردُ الرياضِ ائتلق |
..وثغرُكِ لو تبسُمينَ انبلاجُ ال | صباحِِ ، وشمس الضحى إن نطق |
فسبحان من صاغ هذا الجمالَ | فكنتِ الفريدةَ فيمن خلق |
أحبكِ حُبّاً يفوق انبهاري | سرى في دمي ، فارتوى ،فانطلق |
فجاءكِ يحملُ شوقَ الحبيبِ | وعطرَ الهوى في فؤادٍ صَدَق |
وإني أُحبكِ ليس كمثلي | فقد عزَّ مِثلٌ لحبي وشق |
فكوني علي العهدِ يا غادتي | وعودي ، فإن الرجوعَ أحق |