البحيرة
معربة عن لامارتين
| |
....... | ....... |
من شاطئِ لشواطئٍ جددِ | يرمي بنا ليلٌ من الأبدِ |
ما مَرّ منه مضى فلم يعدِ | هيهات مرسى يومِه لغدِ! |
سنةٌ مضت! وختامُها حانا | والدهرُ فرّق شملَنا أبدا |
ناجِ البحيرةَ وحدك الآنا | واجلسْ بهذا الصخرِ منفردا! |
قل للبحيرةِ تذكرين وقد | سكن المساءُ ونحن باللجِّ |
لا صوت يسمع في الدنى لأحدْ | الا صدى المجدافِ والموجِ |
فاذا بصوتٍ غير معتادِ | هزّ السكونَ هتافهُ العذبُ |
أصغى العبابُ ورجَّع الوادي | أصداءَه وتناجتِ السحبُ |
يا. دهر في وفق ولا تدرِ: | ساعاته في هينة وقفى |
حتى تتاح هناءةُ العمرِ | وتطول لذتُها لمقتطفِ |
هلا التفتَّ لذلك الكونِ | وعلمت كم في الناس من باكي |
يدعوك خذني والأسى المضنيْ | خلِّ الممتِّعِ وامضِ بالشاكي |
هذا النعيم وهاته المحنُ | يتنافسان الدهر اقلاعا |
فبأي عدلٍ أيها الزمنُ | تتشابهُ الحالان إسراعا |
يا أيها الأبد السحيق أجبْ | وتكلمي يا هوة الماضي |
ما تصنعان بأشهرٍ وحقبْ | ونعيم عمرٍ غير معتاض |
ناج البحيرةَ والصخورِ وعُدْ | فاستحلِف الأغوارَ والغابا |
قل! صُنْ ذكر غرامنا فلقدْ | صين الشبابُ عليك أحقابا |
ولتبق يا هذي البحيرة في | حاليك ثائرة وهادئةً |
في باسق للماء منعطفٍ | في رائعات الصخر نائتةً |
في عابر النسماتِ مرتجفَا | في النجم فضض صفحةَ الماءِ |
في الريح أنّ أنينه وهفا | في الغصن نفَّسَ حر أحشاءِ |
في الجو معتبقاً بريّالِ | خطرت ملاعبة رقيق صبا |
في كل هذا هاتفٌ باكي | سيقول يا أسفا لقد ذهبا! |