الرئيسية » » الفــارس الأخير | حسن شهاب الدين

الفــارس الأخير | حسن شهاب الدين

Written By Unknown on الأحد، 4 أغسطس 2013 | أغسطس 04, 2013

الفــارس الأخير

السماواتُ شرفةٌ لجبينـــــي
فاتبعيـني على دروبِ يقيـــني
آخـرُ الكونِ ..أوَّلُ الشِّعْرِ .. هذي
خفقــةُ النـورِ في المدى تدعوني
خفقةٌ ..
ثم يهبطُ الأفقُ ..
إنـــي
أولدُ الآن من مجازٍ وطــــينِ
فابْزُغي الآن ..
واصعدي سُلَّمَ الروحِ
اشْهديني في لحظــة التكويــن
إنني الفارس الأخير وهــــذي
جمـرة الحرف أورقـت في يميـني
أحـملُ الأرضَ بالكـلام المقـفَّى
لنهـايـات عـالمٍ مـن لحـونِ
أرسمُ الصبـحَ فـوقَ ريشِ القوافي
ثم أرميـه مـن أعـالي الحنــين
أو أدسُّ النجــومَ في شـرفـاتٍ
عابراتٍ بوجْهِ ليلٍ حزيـــــنِ
فاشربي من يديَّ آخرَ ضــــوءٍ
لنهــارِ القصيــد ..
ثم اتبـعيني
...
كانت الأرضُ …
هــلْ تُرى كانت
الأرض وفي أيِّ عــالمٍ تحتــويني
كانت الأرضُ قبضــةً مـن قوافٍ
مطفــآتٍ على سـرابِ غصـونِ
لا رؤىً ثَمَّ ..
لا صـلاة ضفـافٍ..
تمنحُ الصمتَ غيمــةً مــن رنينِ
خلفَ هذا المدارِ تصعدُ شمسُ الـروح ِ
ظمـأى خيـالَ أفْــقٍ سجــينِ
لم تكــن أنتَ غيرَ طائـرِ حـُلمٍ
حطَّ بِاسْــمِ الحيــاةِ بين الجفونِ
أوغـلَ الموجُ في خطــاك ارتباكاً
واستباحتـكَ تمتمــاتُ الظنـونِ
كنتَ ذاك الذي على قُبـَّةِ الريــحِ
وحيــداً يـضيء عُـرسَ الأنينِ
الزمانُ / الوجـودُ / زنبقـةُ البحـرِ /
المسافـاتُ
.. بين كـافٍ ونــونِ
بينمــا أنتَ طائرٌ خَضَّـبَ الغيـمَ
جناحـــاه باللَّــظى والجنـونِ
...
ما اسمُهُ ابن الزمانِ ..
أول لـــحنٍ..
شقَّ هذي السمــاءَ بالياســمينِ
مانح الأرضِ موعــدا ً لتُصلـي
غازل الروحِ من خيــوطِ الشجونِ
ساكب البحرِ في سفين قصيـــدٍ
مطلق البحرِ في دمـــوعِ السفينِ
ساحرٌ .. رُبَّمــا فكَم أبصــروه
وهو يُحيي قصيـدةً من سكــون
كاهنٌ .. فَهْوَ في ذهولِ طقوسِ الشعر
يُوحي نبوءةً للســـــــنينِ
ربمـا لم يكـن ..
وهـل تتجــلَّى
صلـواتُ الوجـودِ مـلءَ الـعيـونِ
مثلمـا الضـوء .. مـرَّ عبر المرايـا
مثلـما الحلـم في مـدي الزيتــونِ
كـان غيـبا فبشَّـرت كلمـاتٌ
باكتمالاتِ حلمهـــا المكنــونِ
شاعرٌ .. قالت السمـاء ..
وراحت
تنفـخُ الـروحَ
في مـدى مـوزونِ
شاعـرٌ فالنهـارُ عـُرسٌ مقـفَّى
يشعلُ الصـوت وردةً مـن حنـينِ
يا دروبَ الرؤى ..أمـرَّ عليـكِ
الآن وَحْـيٌ مجنَّـحُ التَّلـويــنِ
إنَّه الآن في دمــي يشهـدُ النارَ
بأسمــاءِ عُرْيِهــا تطـويــني
يوغلُ الشِّعرُ في مــداراتِ ذاتي
وبِأقـسى شمـوسـهِ يكويــني
مُدَّ كفًّا وحْـيَ القصيدِ فإنِّــي
قاب حُلْمين مـن يقيـن اليقـينِ
مُدَّ كفًّا .. واصعدْ معـي سُلَّمَ
الروحِ نعيدُ الوجودَ للتكويــنِ
نبدأُ الشعرَ مرَّةً
مـن صــلاةٍ
من رمادٍ ..
من أدمعٍ ..
من جنونِ
في دمي تهـدرُ الحيـاةُ فَهَبْـني
كلمـاتٍ بغـير حـدٍّ وحـينِ
وأْمُـرِ الأفـقَ..
يعبرِ الآنَ صوتي
وأْمُـرِ البحرَ..
يطـوِ ذاتَ النونِ.

 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads