الرئيسية » » مهرجان الزفاف | علي محمود طه

مهرجان الزفاف | علي محمود طه

Written By Unknown on الأحد، 4 أغسطس 2013 | أغسطس 04, 2013

مهرجان الزفاف


سحر نطقت به و أنت المنطق و لك الولاء ولي بعرشك موثق
يا أفق إلهامي و وحي خواطري هذا نشيدي في سمائك يخفق
توحي إليّ الشّعر علويّ السّنى مصر، و نور شبابك المتألّق
و شوارد هز النّجوم روّيها و الكون مصغ و الشّعاع يصفّق
في ليلة للنّفس فيها هزّة و لكلّ قلب صبوة و تشوّق
ريّا الأديم كلجّة مسجورة يسري عليها للملائك زورق
غنى بها الشّعر الطّروب و أقبلت بالزّهر حوريّاته تتمنطق
و شدا الرّعاة الملهمون كأنّما سيناء من قبس النّبوة تشرق
هي من طوالعك الحسان ، و إنّه أكل لمصر على يديك يحقّق
مصر إذا سئلت فأنت لسانها و جنانها ، و شعورها المتدفّق
فتلقّ فرحتها بعيدك إنّه عيد يهنىء مصر فيه المشرق
***
مولاي هل لي أن أقبّل راحة بيضاء تحيي المأثرات و تخلق
مرّت على الوادي ، فكلّ شعابه عين مفجّرة ، و غصن مورق
و جلوتها للنّاظرين فأبصروا برهان ربّك ساطعا يتألّق
لو ردّ فرعون و سحر دعاته و تسائلوا بك مجمعين و أحدقوا
لقفت عصاك عصّيهم فتصايحوا لا سحر بعد اليوم، أنت مصدّق
يا باعث الرّوح الفتيّ بأمّة تسمو بها آمالها و تحلّق
أغلى الذخائر في كنوز فخارها تاج يجمّله بنورك مفرق
صاغته من آمالها و دمائها و أجلهنّ دم الشّباب المهرق
أن أنس ، لا ينس اليمين و يومه قلبي الطّروب و جفني المغروق
و هتاف روحي في خضمّ صاخب خلت الفضاء الرّحب فيه يغرق
القائد الأعلى ، و تحت لوائه حرّاس مصر الباسلون السّبّق
طافوا بساحتك الكريمة فيلقا يحدوه من آمال مصر فيلق
و أنهلتهم شرف المثول فقرّبوا مهجا يحوطك حبّها و يطوّق
و ضعوا الأكف على الكتاب و أقسموا و سيوفهم من لوعة تتحرّق
أو ما لها الماضي ، فجنّ حديدها حتّى تكاد بغير كفّ تمشق
ذكرت بك النصر المبين و فاتحا يطأ الجبال الشّامخات و يصعق
يا صنو إبراهيم لو ناديته بك لاستجاب و جاء باسمك ينطق
لك مصر ، و السّودان و النّهر الذي يحيا الموات به، و يفنى المملق
عرش قوائمه التّقى ، و ظلاله عدل ، و روحانية ، و ترفّق
المسجد الأقصى يودّ لو أنّه أسرى إليه بك الخيال الشّيق
كم وقفة لك بالصّلاة كأنّما عمر تحف به القلوب و تخفق
لما وقفت تلفّت المحراب من فرح ، و أنت لديه حان مطرق
و يكاد من بهج يضيء سراجه وجه عليه من الطّهارة رونق
أحييت سنّة مالكين سما بهم في الشّرق أوج حضارة لا يلحق
فانين في حبّ الإله ، و لن ترى بعد الألوهة ما يحبّ و يعشق
طهر عصمت به الشّباب وإنّما شيم الملوك به أحقّ و أخلق
تغضي لرقّتك النّفوس مهابة و تهمّ بالنّظر العيون فتشفق
إنّ السّيوف تهاب و هي رقيقة و خلائق العظماء حين ترفّق
***
ألقى البشير على المدائن و القرى نبأ كصوت الوحي ساعة يطلق
عبر الضّفاف الحالمات فمسّحت جفنا ، و هبّ نخيلها يتأنّق
فرح تمثّل مصر فهي خواطر صدّاحة ، و سرائر تترقرق
اليوم آمنت الرّعية أنّها أدنى لقلبك في الحياة و ألصق
آثرتها فحبتك من إيثارها تاجا شعائره الولاء المطلق
ملكات مصر الرّائعات ، إذا بدا كفّ تشير له ، و عين ترمق
و حديث أرواح يضوع عبيره و من الطّهارة ما يضوع و يعبق
يا صاحبي مصر ، أظّلكما الرّضى و جرى بيمنكما الرّبيع المونق
و فداء عرشكما المؤثّل أمّة أمست خناصرها عليه توثّق
يا شمس يا أمّ الحياة ! تكلّمي فلقد يثاب على الكلام الصّيدق
أ أعزّ منّا تحت ضوئك أمّة هي بالحياة و بالسّيادة أخلق ؟
إنّا بنوك ، و إن سئلت فأمّنا مهد الشّموس و عرشهنّ المعرق
عرش لفروق العظيم ، يزينه هذا الشّباب العبقريّ المشرق

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads