إنْ كنتَ قاتلَها فبالأنداءِ
إنْ كنتَ قاتلَها فبالأنداءِ | أوكنتَ دافنها ففي الأحشاءِ |
واحمل جنازتها على عنقِ الصبا | واقطعْ لها كفناً من الظلماءِ |
وادعُ الخمامَ ينوحُ ساعةَ دفنها | واغسلْ زجاجتها بماءِ بكائي |
ولها عليكَ وصيةٌ مرعيةٌ | أنْ لا يشبّعها سوى الندماءِ |
بينا تُعادُ الروحُ للأمواتِ إذ | هي تخمدُ الأرواحَ في الأحياءِ |
وإذا أدرتَ صحونها نظروا لها | فكأنَّها في دعوةِ البخلاءِ |
خذها بثاري إنها شربتْ دمي | ودمي عزيزٌ يفتدى بدماءِ |
فتانةٌ بمزاجها فكأنهُ | لمعُ السرابِ تلوحُ في الرمضاءِ |
يا وجنةَ الحسناءِ ضرَّجها الحيا | لم أدرِ أيكما من الحسناءِ |
يا ريقةَ اللمياءِ تلعبُ بالنهى | لم أدرِ ايكما من الصَّهباءِ |
راحٌ وروحٌ كأسها أم تلكَ من | نارٍ ونورٍ أم شهابُ سماءِ |
ومدامةٍ أم لوعةٍ أم دمعةٍ | حمراً جرتْ من أعينٍ بيضاءِ |
أسماءُ خُصّصَ علمهنَّ بآدمٍ | يا ليَت لي علماً من الأسماءِ |