داعي الحياة
سيد قطب
يخفق القلبان، بل تهفو الشفاه | منذ أن ضمتك في شوق يداه |
منذ أن رن صداها ، قبلة | نهلت منها وعلّت شفتاه ! |
وارتوت روحاً كما بل ظمئت | برحيق القبلات المشتهاة |
بل رحيق الخلد قد طاب جناه | وسرى فيه حلاه وشذاه |
يخفق القلبان بل تهفو الشفاه | حين يلقى ناظريك ناظراه |
حينما يستعر الحب جـوى | يكتوي القلبان من حر لظاه |
فيرجي كل ثغر قبلة | هي برد للحنايا والشفاه |
مثلما يطلب ريا ظامئ | ينظر الماء ولا يبلغ فاه ! |
يخفق القلبان ، بل تهفو الشفاه | كلما بشر بالحب الهُـداه |
كلما نادى المنادي حي هلا | يقطف المحروم ما طاب جناه |
ما لمحرومين لم يستمعا | ذلك الصوت لذي دوّى صداه |
إيه هيّا ، فلنجب داعي الشفاه | فهو داعي الحب ، أو داعي الحياة |