أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا
أبتْ عيناكَ إلا أن تصوبا | وهذا القلبُ إلا أن يذوبا |
فما لكَ تحذرُ الرقباءَ حتى | هجرتَ النومَ تحسبهُ رقيبا |
وقامَ عليكَ ليلُكَ فيس حدادٍ | يشقُّ على مصائبكَ الجيوبا |
وربَّ حمامةٍ هبتْ فناحتْ | تنازعني الصبابةَ والنحيبا |
أساعدها وتسعدني نواحاً | كلانا يا حمامةُ قد أصيبا |
دعي همَّ الحياةِ لذي فؤادٍ | فما تركَ الغرامُ لنا قلوبا |
ولا تنسي أخاكِ وما يعاني | إذا ماكانَ في الدنيا غريبا |
فإنَّ المرءَ ينسى إن تناءى | وتذكرهُ صحابتهُ قريبا |
رعاكِ اللهُ هل مثلي محبٌّ | وقد أمسى محمدُ لي حبيبا |
شفيعي يومَ لا يجدي شفيعٌ | وطبي يومَ لا أجدُ الطبيبا |
وغوثي حينَ يخذلني نصيري | وغيثي إن غدا ربعي جديبا |
وآمنَ في حماهُ ريبَ دهري | وحادثهُ وإن أمسى غَضوبا |
وأذكرهُ فيفرجُ كلُّ خطبٍ | ولو كانتْ رواسيها خُطُوبا |
رسولَ اللهِ جئتكَ مستغيثاً | وجودكَ ضامنٌ أن لا أخيبا |
متى تخضرُ أيامي وتزهو | ويصبحُ عودَ آمالي رطيبا |
فقد ضاقتْ بي الدنيا وهبتْ | فجائعها على قلبي هبوبا |
ومالي غيرُ حبكَ من نصيرٍ | فعلَّ من العنايةِ لي نصيبا |