على أطلال الحب
تفرّد ذلك الطلل | وطاف بركنهِ الوجل |
يغشّي اليأس صفحتهُ | ويبرق تحته الأملُ |
وتهمس حوله الذكرى | فتلمع بينها الشعلُ |
جفاه أهله مللاً | فخيم فوقه الملل |
عزيز عهدهم فيهِ | عزيز أنت يا طللُ |
بناه خير بنّاءٍ | بناه الحب مبتدعاً |
وبث على جوانبهِ | مفاتن تفتن الورعا |
وأطلق حوله سحراً | يبث الشوق والولعا |
وأنشد باسمهِ شعراً | من الآمال منتزعا |
وظلل أهله الأملُ | فماذا جدّ يا طلل ؟ |
خريف باكر حلا | خريف الحب والعمر |
فحطم كل شامخة | على الأحداث والدهر |
وعطل كل فاتنة | من الإغراء والسحر |
وأبطل كل ساحرة | وأسكت نغمة الشعر |
فعاد بناؤه طللا | فويحك أيها الطلل ! |
دلفت إليه ملهوفاً | تحث حنيني الذكرى |
فأطرق لا يحدثني | وأرسل زفرة حرى |
وجدت لوقدها لذعاً | كأني ألمس الجمرا |
وتاهت نفسي الولهى | وأسرت روحي السكرى |
وقلت وقد نزا ألمي | " فداك الكون يا طلل " ! |
.
| |
.
| |
1934
|