صدى الوحي
بيانك من نبع الجمال المخلّد | صدى الوحي في أسلوبه المتجدّد |
سرى لحنه في كلّ قلب كأنّما | شدا الحبّ في ناي الرّبيع المغرّد |
غريبا من الأسماع و هو كعهده | قديم على ثغر الزّمان المردّد |
إلى جبل النّور انتهى وحيه | و ما هو إلا ملهم اليوم و الغد |
فغنّ به الأجيال و اهتف بآيه | ترانيم شاد ، أو ترتيل منشد |
و أرسله سمحا من قريحة شاعر | يعيش بروح الصّيدحيّ المجدّد |
***
| |
عوالم شتّى من جلال ، و روعة | حواها فؤاد الكاتب المتعبّد |
ذكرت ، و للذّكرى حديث محبّب | و قد زرته ليلا ، على غير موعد |
و للّيل إصغاء ، و للرّيح حوله | رفيف ،كهمس الرّوح في ظلّ معبد |
و قد هدأ المصباح ، إلاّ مجاجة | من النّور ، في عيني أديب مسّهد |
ترامى وراء الأفق حينا ، و تنثني | ببارقة من ذهنه المتوقّد |
فحيّيه همسا ، فحيّا ، و صافحت | يداه يدي في رقّة و تودّد |
و شاع جلا الصّمت بيني و بينه | فأمعن إمعان الخيال المشرّد |
و أمسيت أرعاه ، فلاحت لخاطري | ملائك بالنّجوى تروح و تغتدي |
تسرّ إليه القول في غير منطق | بأجنحة تهفو على غير مشهد |
على صحف غرّ الحواشي كريمة | جرى قلم عفّ السذريدة واليد |
نبيل ملاامي القول في كفّ كاتب | دعاه فلبّاه لأنبل مقصد |
يخطّ لروحانيّةالشّرق سيره | هي الحقّ في دنيا الجمال المجرّد |
تمثّلها في صورة قرشيّة | يشيع الرّضا في طيفها المتجسّد |
يبثّ سناها الأرض حبّا ، و رحمة | و يطوي هداها سطوة المتمرّد |
حياة نمت مجد الحياة و غيّرت | و جوه اللّيالي من وضيء و أربد |
تنادي بها الراؤون ، فأعجب لما رأوا | جلال نبي ، في تواضع مرشد |
تسامى عن الدّنيا و فيها لواؤه | يطوف بسلطان العزيز المؤيّد |
فما ضفّر الإكليل يوما بمفرق | و لا حلّ منه التّاج يوما بمعقد |
أحبّ إليه حين يفترش الثّرى | ويأوي لجذع النّخلة المتأوّد |
و يخصف نعليه ، و طوع يمينه | مصاير هذا العالم الترغّد |
و يمضي إلى الهيجاء غرثان صاديا | فللّه دنيا ذلك السّاغب الصّدي |
و لكنّه دين أفاء ظلاله | على ملإ من شيعة الله سجّد |
عفاة ، كأن لم يملكوا قوت يومهم | و هم جبهة الملك العريض الموطّد |
محوا لفظة الأرباب من كلماتهم | فما عرفوا معنى مسود و سيّد |
هو المثل الأعلى و مبعوث أمة | بناها بناء المعجز المتفرّد |
***
| |
محمّد ، ما شعري إليك و ما يدي ؟ | و ما الشّعر من إبداعك المتعدّد ؟ |
و لكنّه حوض الشّفاعة ضمّنا | على خير ميعاد و أعذب مورد |
نماني إقليم نماك ، و أطلعت | سماءك شمس أطلعت فجر مولدي |
فإن أشد بالمجد الذي شدت ركنه | فما هو إلاّ ركن قومي و سوددي |
محمد : ما أرضيك بالشعر مدحة | فحسبك مرضاة النبيّ محمّد |