كفَاكَ حَسْبُكَ هذا أغْمِدِ القَلما
كفَاكَ حَسْبُكَ هذا أغْمِدِ القَلما | أصبحتَ في الكاتبين المُفردَ العَلَمَا |
ملأتَ للشرْبِ كاساتٍ مُشَعْشَعَة ً | ماذا عليكَ إذا سَمّيتها كَلِما |
أهديتها من عصيرِ الفكرِ صافية ً | فما أثِمْتَ ولاشرّابُها أثِما |
تفُلُّ من موطِن الأسرارِ سَوْرته | وتوقظُ الدينَ والآدابَ والكَرما |
نراك فينا غلاماً في غضارتِه | وفي كتابك شيخاً ينثُرُ الْحِكما |
بدا الخَيالُ به في زي ذي شبحٍ | فكادَ يِلمُسه قرّاءه وهما |
مالت له أُذُني من بعد جَفْوتِها | وكم حديثٍ تمنَّتْ عنده الصَمَما |
أبدعتَ فيه فآلَى كلُّ ذي قلمٍ | من المجيدينَ أَلاّ يحمِلَ القَلما |
وسُقتَ فيه حكيمَ الرأيِ منتَخَلاً | وضغْتَ فيه كَريمَ اللّفظِ ملتئِما |
ورُعْتَ كلَّ فتاة ِ في قِلادتِها | بِدُرِّ لفظِكَ منثُوراً وُمنتظِما |
كأنّما لفُظه ألحانُ ساجعة ٍ | بدائعُ الكونِ فيها صُوِّرتْ نَغَما |
أو روضُ حَزْنٍ أعار المِسْكَ نفحتَه | إذا بكَى الغَيثُ في أنحائهِ ابتسما |
أقسمتُ أنّكَ في الكُتّاب سيّدهُم | لايرهَبُ الحِنْثَ من لَمْ يُخْطىء القسَما |