انتفاضة الأقصى
الله أكبر يا سيلاً من الغضبِ | يا قاصفاً من رياح النار و اللهب |
الله أكبر يا أبطال أمتنا | في ساحة القدس في يافا و في النقبِ |
الله أكبر كم دكت حجارتكم | حصناً لباغٍ و أطماعاً لمغتصبِ |
كم ثار بركانكم يُلقي قذائفهُ | في وجه أعدائكم كالنار في الحطبِ |
لم يُثنِ همتكم بطشٌ و قنبلةٌ | ألقت بها عبثاً كفٌّ من الرَّهَبِ |
شُلَّتْ ، فما فرَّقت في القتل رميتها | مابين طفلٍ بكى من خوفِهِ و إبِ |
الله أكبر يا أطفال أمتنا | انتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ |
لو كنت بينكمو ، كنت افتديتكمو | بالروح و القلب لا بالشعر و الخُطَبِ |
يا من بذلتم لأجل القدس أنفسكم | أرواحنا معكم في القدس لم تغبِ |
أرواحنا معكم،باحت بها علناً | دقات أفئدةٍ في الشارع العربي |
الله أكبر يا طفلا حجارتُهُ | كانت إلى قلبهِ أحلى من اللُّعَبِ |
اضربْ فأعداء دين الله في فزعٍ | رغم العتادِ من البارود و اليَلَبِ |
اضرب فإن يد الرحمن بطشتها | أشدُّ بطشاً من الأرماح و القُضُبِ |
اضرب و صوِّب نبال الصخر في شممٍ | نحو العدوِّ عديمِ الأصلِ و النسبِ |
نُبْ عن الوف الملايين التي احترقت | أكبادها لوعةً من شدة النُّوَبِ |
خمسون عاماً و ساح القدسِ في خطرٍ | قد دنَّستها جيوش الديْرِ و الصُّلُبِ |
خمسون عاماً و أقصانا منابرهُ | تدعوا أيا إخوةً في الدين و العصبِ |
هُبُّوا لنجدتنا ، ثوروا لثورتنا | أعطوا حجارتنا دعماً من الشُّهُبِ |
شارون دنَّسنا ، أدمى مشاعرنا | باراك أمطرنا بالحرْبِ و الحَرَبِ |
كم من شهيدٍ روى بالحُبِّ من دمِهِ | مسرى النبيِّ عظيم القدر و الحسبِ |
كم من عزيزٍ أبى طعناً بعزَّتِهِ | فاهتاج منتفضاً كالليث في الغضبِ |
يا أمة الخير في الأقصى ، رسالتكم | قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ و الكتبِ |
قد طالعتها عيون الناس قاطبةً | في الشرق في الغرب ، في الوديان في الهِضَبِ |
فاستبشري أمتي بالنصر في وطنٍ | صبَّ اليهود بهِ وبْلاً من الكُرَبِ |
عمّا قريبٍ يعود الحقُّ منتصراً | مهما استطال زمان الزيف و الكذبِ |