ليبك العلم والإسلام ما سلما
ليبك العلم والإسلام ما سلما | وليذرفا الدمع أو فليمزجاه دما |
وليبعث الفضل فى منعاك روح أسى | كما بعثت إِلى تحصيله الأممَ |
غالتك غائلة الموت التى صدعت | من الهدى علماً تعشوا له العُلما |
مددت للعلم فى مصر جداوله | فلم تدع فى نفوس الواردين ظما |
والدين طهرته من بدعة عرضت | عليه فى سالف العصر الذى انصرمَ |
والعلم والدين للجنسين مطلب | فليس يختص جنس منهما بهما |
فنحن فى الحزن شاطرنا الرجال كما | فى الاستفادة شاطرناهم قِدما |
لهفى على طرق الإصلاح قد تركت | بلا مناد وأمسى نورها ظلما |
يا حجة الدين من يبنى دعائمه | للمسلمين إذا بنيانه انهدمَ |
عدت عليك عوادى الدهر فاقتلعت | من بيننا برداك العلم والكرمَ |
واحسرتاه على العافين من لهم | يسد إعوازهم إن حادث دهَم |
إذا شكا معدم يوماً خصاصته | بسطت كفًّا له بالمكرمات همى |
نشرت فى الأزهر الإصلاح منتصراً | للحق معتضداً بالله معتصما |
رددت هانوتو والقوم الذين نحوا | منحاه فى فرية فى ديننا زعَم |
حملت من خطط الأعمال أصعبها | إن العظائم فى الدنيا لمن عظمَ |
عاجلت يا موت مولانا وسيدنا | تبّت يداك لقد أورثتنا العدمَ |
كلامه الدر إِلا أنه حِكم | فهل سمعت بدرٍ ينتج الحكم |
إذا على منبرٍ فاضت بلاغته | بالموعظات نسيت العرب والعجمَ |
من للمحاكم والفتيا ينظمها | ومن لمجلس شورانا إذا التأم |
ومن لجمعية العافين يسعفهم | إذا الزمان بهم لم يبق غير ذما |
محمد ضاعت الآمال وارتجعت | إِلى الوراء أمانىٌّ سرت أمَما |
غاض الوفاء كما فاض الشقاقب وقد | زاد النفاق فأما الحق فاهتضم |
والدهر آلى فلا حول ولا حيل | أن لا يراعى لنا إِلاًّ ولا ذمما |
وقد قضى الله أن نبقى بمنخفض | نرى على هامنا مِن غيرنا قدما |
يا أيها الحاسدوه ضل سعيكم | أما نهاكم ضمير عن أذاه أما |
كفاكمو ما رميتم قبل مصرعه | شلت يمين فتىً بعد الممات رمى |
إن المنايا لأقوام الورى شرعٌ | من رام فى دهره خلداً فقد وهما |
إن السحاب يصيب الأرض ماطرُه | ويسلم الكل فيها ما خلا القمم |
وفى الكواكب لا يعر والكسوف سوى | شمس وأحسن ما فى الروض ما رجم |
كفاك من هذه الدنيا متاعبها | لا يدرك النور من فى مقلتيه عمى |
ولا يلذ بأنغام توقعها | ذو عاهة يشتكى فى أذنه صمما |
أحلك الله دار الخلد دانية | قطوفها وسقاك الدائم الديم |