ليل جديد لمعروف الكرخي
حسين القباحي
يدُكِ التي— في جمر أيام المسافر – هزَّها وجعُ القرى
| |
فتضوعت بالغيم ..ترفو ظلَّها
| |
لتعود شاردة من الفَلوات..
| |
ألقت على كتف الظهيرة حملها
| |
باعت غياهبها لأول عابر ..لترشَّ في وجه الملوك
| |
سؤالها
| |
خطان معراجان من نار و من دمع البيارق
| |
مسحةُ الحزنِ الشفيفةُُ مسََّّها ألقُ التَرَمُّل
| |
فاستحالت ..رنةُ الخلخال قنبلةً
| |
بقايا جثةٍ ..أمما تراوح في تلافيف الصدى و الغيب
| |
ـــ وأنتِ ما كنتِ الذي ينْقَضُّ فوق رؤوسناـــ
| |
إذ جئتِ عاريةً
| |
ُموَشَّاةً بأغصانٍ من الموت المُفَضَّضِ في بقايانا
| |
وترتعدين إذ ندعوك يا . . بغداد . .
| |
تلتمسين للوقت المُوَلِّى صوب ناصية التردى
| |
ألفَ عذر . .
| |
ترجُفين ومرة أخرى يسيل الجمر حتى "نينوى"
| |
والآن تختبطُ الخُطَى . . تَرْفَضُّ في بلل الأصابع بالدُخان المر
| |
قارعةُ الطريق
| |
من طَلَل البوادي . . من كتاباتِ المسامير التي دفنت
| |
على الفخار والطين الرَقيم
| |
مساوئَ الموتى وكلامَ من عشقوا
| |
حكاياتِ الكهوف
| |
طلاسمَ النُسَّاك . . أحزانَ العبيد
| |
لازالت الأفواجُ _ تَتَرى خلف بابك _ يرقبون
| |
نهايةَ " الحلاج"
| |
يصْطَرخون إذْ تبدو المكاشفةُ البهيجةُ
| |
في أديم الموت مارقةً
| |
. . هذا موسمُ الثاراتِ واليُتْمِ المباركِ و النُعاس
| |
من حريرِِِ اللحظةِ العمياءِ والفوضى ستمتد التُخوم
| |
إلى بَراح الحزن في النخل القتيل
| |
مدنٌ تشعشعُ بالخرافة والدراويش القدامى والبكاء
| |
هل لها بعد الطِعان بقيةٌ من وقت . . كي تَفْنى
| |
لتثمرَ في شِعاب فَنائنا
| |
وتعودَ مملكةً لرب الناس
| |
مَحْضَ أغنيةٍ وخارطةَ اغتراب
| |
هدأةً للطَّل والأوراد تفترشين و"الكَرْخىُّ"
| |
لم يَعْبأ بخيطٍ من رُغَاء الخَلْق يرسم حوله الموتى
| |
ويسعى في متاهات العشيرة
| |
باسطاً كفَّيه
| |
والشررُ الغوايةُ في حميم القار والكلمات
| |
يلفعُ صمتَه الثوريََّ . . يَبتدرُ العِراك
| |
هل من مساءٍ غيرُ هذا الافتتانِ الرخوِ
| |
وهل تبقى الشماريخُ المضاءةُ والدُفوف
| |
اهبط خفيفاً أيها " الكرخى " فالناس الذين تحب لم يأتوا
| |
ولم تمنحْك ذاتُ الأرضِ للغيبِ الطريق
| |
لا تبدأ الآن الصلاةَ فقلبك السكرانُ لن يخشع
| |
ولن تتعرفَ المخبوءَ من سر الذهول
| |
مَن أغراك كي تَرْتَجَّ بالقلق المُناور
| |
تستَردُّ البرق من لغة تعَرَّى وجهُها البدويُّ
| |
ألقَت صوتَها للريح والأنواء والشِعر الهَباء
| |
هل تنسى بكل حكايةٍ وجعاً و وِِرْداً . . كُحْلَ غانيةٍ
| |
تبَدَّلُ في عويل النهر و الحرب الدنيئة سحرُها
| |
فمضت تدقُ النَّعش والأبواب خاشعةً
| |
وتثملُ من حُطام الدور والحُلم الأسير
| |
حول جنبيكَ البروقُ . . النازعاتُ
| |
جماجمُ القتلى وأبخرةُ الحريق
| |
بَيْد أن الماء لا يَفْنى ولا العشاق
| |
صوتٌ من هدير الجوهرِ المكنون والكتبُ القديمةُ
| |
والدماء
| |
والظل يَشْرَقُ كلما لاحت غصونُ الغيبِ دافئةً
| |
تعْلَقُ في أصابعها المجامرُ والشموس
| |
يبكي الرماةُ عليكِ
| |
إذْ تَبقين _ رغم قِسِيِّهم _وملامةُ الأحرار للفُجَّار
| |
شاخصةً و طعمُ المِلح بين دروبك الحَيْرى
| |
بداياتُ الخروج
|