الغد المجهول
يا ليت شعري ما يخبئهُ غدي ؟ | إني أروح مع الظنون و أغتدي ! |
وأجيل باصرتي بها وبصيرتي | أبغي الهدى فيها وما أنا مهتد ! |
حتى إذا لاح اليقينُ خلالها | أجفلتُ من وجه اليقين الأسود ! |
وأشحتُ عنه ولو أطقتُ دعوته | وطرحتُ عني حيرتي وترددي ! |
فكأنني الملاح تاهَ سفينهُ | ويخاف من شطّ مريب أجرد ! |
***
| |
ماذا سيولد يوم تولدُ يا غدي ؟ | إني أحس بهول هذا المولـد ! |
سيصرّح الشك الدفينُ بمهجتي | فأبيتُ فاقد خير ما ملكت يدي ! |
ستروع من حولي عواطف لم تزل | تًضفي عليّ بعطفها المتودد |
ستجف أزهار يفوح عبيرها | حولي ، وينفحني بها الأرج الندي |
والمشعل الهادي سيخبو ضوءهُ | ويلفني الليل البهيمُ بمفردي ! |
***
| |
ماذا تخلف يوم تذهبُ يا غدي ؟ | لا شيء بعد الفقد للمتفقد ! |
ستخلف الأيام قاعا صفصفاً | تذرو الرياح بها غبار الفدفد |
لا مرتجى يُرجى ، ولا أسـف على | ماض يضيع كأنه لم يوجد ! |
أبدا ولا ذكرى تجدد ما انطوى | حتى التألم لا يعود بمشهدي ! |
رباهُ إني قد سئمتُ ترددي | فالآن ، فلتقدم بهولك يا غدي ! |
*
| |
1934
|