أتى يحمل البشرى بنيل مرام
أتى يحمل البشرى بنيل مرام | بشير التهانى من بعيد مرامي |
فعمّ الورى بشر تضوع نشره | فأزرى بريا مندل وبشام |
وفازت بحمد منه عاقبة السرى | بما كان من مجد ورفع مقام |
فنعم اغتراب غارب المجد حامل | به كل عز في أعز سنام |
ويا حبذا أسفار فخر وسودد | يلازمها الاقبال كل لزام |
فكم أسفرت أسفاره عن مراتب | كمالاحت الاقمار رغب غمام |
فهم طربا ياقلب واغنم مسرة | وأبد من الأشواق كل غرام |
فقد زينت أقطار مصر وشرفت | بصدر رحيب الصدر خير همام |
بصدر أثيل المجد حاز طريفه | وتالده عن طاهرين كرام |
بصدر العلا ليث الوغى قد تقررت | وألهمت الاسعاد بالشبل الهامى |
سلالة مجد أيدته يد العلا | تحوز رفيع المجد غب فطام |
وليدهم يسمو به كل منصب | وحدهم للخير خير امام |
فكم زان عباس من المجد والعلا | ومن همم فوق السماك عظام |
وزير نشابين المكارم والعلا | ترى للذ كافيه وميض ضرام |
فعن بشره سل من وفود نواله | وعن بأسه من ذابل وحسام |
هو الصدر عباس أجل مملك | روى جوده في الارض كل أوام |
يسابق للعليا ويحرز شأوها | ويبدوله فيها مزيد هيام |
فأكرم به من ماجد وابن ماجد | يقوم بدين الله أتى قيام |
فللدين والخيرات منه قوامه | وللملك والدنيا أعز قوام |
رعاه الذى استرعاه أمر عباده | وأبقا غيث الجود غوث أنام |
له نظر سام ورأى مسدد | ترى منه للاسلام أشجع حامى |
فلا زال في عز منيع وسودد | تسر العلى منه برعى ذمام |
ولا زال محفوظ الجناب ممتعا | يقادله مستصعب بزمام |
أيالائما في جوده لعبيده | الام ملام واكتساب أثام |
ترى الجود طبعا فيه ليس بمقصر | مدى الدهر عنه بازدياد ملام |
فدعنى ونفسى والقوافى ومدحه | وبث ثناه أو يحم حمامى |
فقد صار مدحى فيه سكرى مصجا | ومغتبقالا من كؤس مدامى |
فلو شمتنى أنشدته المدح خلتنى | أرى الدهر عبدى والزمان غلامى |
وقلت أهنى ملك مصر مؤرخا | فبشراه عباس أتى بسلام |
فبشراه ممدوحا وبشراى مادحا | بأبهى نثار في بديع نظام |
وما لشعر فنى والمذيح وانما | يشرف مدحى للوز يركلامى |
وما بخل مثلى بالمديح وبالثنا | وجودك خلفى زائدا وأمامى |
فدم للمعالى فوق رأسك تاجها | عزيز امها باسعد جدك نامى |
وحسن ابتدائى في مديحك عاطر | تضوع رياه بمسك ختام |
وما هو الا كالنسيم لطافة | اتى يحمل البشرى بنيل مرام |