مدائن الفجر
معلقٌ بين تاريخي وأحلامي | وواقعي خنجرٌ في صدر أيامي |
أخطو فيرتدُّ خطْوي دون غايته | وما بأفقي سوى أنقاض أنغامي! |
تناثرتْ في شعاب الحلم أوردتي | وفي دمائي نمَت أشجار أوهامي! |
مدائنُ الفجر لم تُفتح لقافلتي | والخيل والليل والبيداءُ قُدَّامي |
والسيف والرمح في كفَّيَّ من زمن | لكنني لم أغادرْ وقْع أقْدامي! |
وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني | وفي انحراف الزوايا غاب إقدامي! |
وغبت يا وطناً ضاعَتْ هويَّتُهُ | والأرضُ تنْبُشُ عن أشلاء أقوام! |
هذا لسانُك مسجون تقيّده | مواقف الوهم من زيف وإحجام |
وذي خطاك بلادرب يصاحبها | وذي رؤاك بلا لون وأعلام |
وذي حدودك بالنيران مضرمة | وخلفها الناس ترعى مثل أعنام |
غيّر تجلدك،لاشيءٌ أميّزه | به سوى أنه من صنع أعجام |
أعرتهم منك أُذنا غيرَ واعية | فحنّطوك ، وقالوا : الصاعد النامي |
وماوعيتَ سوى امشاج فلسفة | وكنت سهما بها لم يرمه رام |
وكنتَ قردا نمت أظفاره صُعدا | حتى غدا في دجاها العنصر السامي |
وكنت تخطر في الأرجاء منطلقا | فصرت" عبدَالحدود " الحارس الحامي |
فكم رُميتَ على الشطآن ياوطنا | ضاعت هويّته في تيه آكام |