الرئيسية » » الراحلون | علي فريد

الراحلون | علي فريد

Written By Unknown on الثلاثاء، 16 يوليو 2013 | يوليو 16, 2013

الراحلون
 
مضوا مع الليل كالصرعى وما اصطبحوا وباللظى رغم أشواق الندى اتَّشحوا
نعالُهم جبهةُ الدنيا ، وقامتُهم مجدُ السماء ، ومن أشلائهم نَزَحوا
جاءوا فما رَفْرَفَتْ أعلامُ أُمَتُهم لهم ، ولا زَغردت في سَمعِهم مِدَحُ
جاءوا وكل ضياء الشمس أعينُهم وباليقينِ المُرَّجى منهمُ صَدَحُوا
فأيِّ مِشنقةٍ لفوا جدائلها وأي بوابةٍ للموتِ قد فَتَحُوا
الصمتُ يفترشُ الأفواهَ حولهمُ والحزنُ يهربُ من إرهابه الفَرَحُ
يمشي الدجى وأتون الموت في يده يشتدُّ كالريحِ ، كالآلامِ يكتسحُ
واليعربيون غَرقى في مباذلهم باعوا وليس سوى الخسران ما رَبِحُوا
من أين أقبلتمُ ؟ هذي الديارُ هوتْ الحاكمان هنا الأغلالُ والقدحُ
هم يستهينون بالأهوال، ما شَعَرُوا من عزمهم أيَّ لُجٍ فيه قد سَبَحُوا
شيءٌ بداخلهم ينمو ، تغيب رؤىً فيهم وتخفى بهم حِيناً وتتضِحُ
سرعانَ ما هبَّتِ الأصنامُ وانتفضتْ الحبلُ يُفْتَلُ ، والأذنابُ تَقْتَرِحُ :
اضرب بسيفك ، أطعِم كلَّ مقصلةٍ رأساً وأخْمِد لظاهم كُلما لَفحوا
لا يحفظ الأمنَ إلا السيف منصلتاً والناسُ لولا بريقُ السيفِ ما صَلَحوا
قالت مذيعتهم والغنجُ يغمرها : لقد نصحناهمُ يوماً فما انتصحوا
***
من " ملَّوي " يبدأ التاريخُ رحلته أعباؤه في رُبَى " ديروطَ " تَنْطَرِحُ
يُحس أن يد " الإخشيدِ " تَخْنُِقُهُ وأن " فِرعونَ " في عينيهِ مُنْبَطَحُ
تقتاته صُحفُ الأصنام ، تسأله من أي مستنقعٍ " أهلُ اللحى " طَفَحوا ؟
يُومي إلى نفسِه ، يَنْجَرُّ مُرْتَعِشَا يمشي على رأسهِ ، يَعرى ويُفتَضَحُ
قيل: استقادوا لحقٍ كان مطلبَهم وقيل: بل بئسَ ما جاؤا وما اجْتَرَحُوا
والراحلون على أشلاء عِزَتهم مشاعلَ النورِ في أيديهمُ " سُبَحُ "
في كل حَلْقَةِ قيدٍ من قيودهم نارٌ إذا أطفأتها الريحُ تنقدح
***
والنيلُ يُملي على الأجيالِ حكمتَهُ من صُلبِ أشواكِ نخلي يُولدُ البَلح

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads