الحزن
يا رِفقَتِي جَاءَ الصَّبَاح
| |
جاءَ الصباحُ ولا يزالُ فؤاديَ المكلوم يسكُنهُ الظلامْ
| |
لا الضوءَ أورَثَهُ السلامْ
| |
لا هدأةَ الفَجرَ النديِّ حَبَتْهُ بالبِشْرِ المُدَثَّرِ بالوِئَامْ
| |
لكنَّهُ قد ظَلَّ في أحزانِهِ الغَرقَي هُناك
| |
كأنَّما سكنت به من ألف عامْ
| |
حُزني ثَقيْلٌ مُتْعَسٌ يا أصدِقاءْ
| |
يأتي كَأَنَّ جهنَّماً أَلقَت بهِ من قاعِهَا
| |
في ريحِ وقدتِها السَّموم
| |
الحُزنُ يُقبِلُ والهموم
| |
.. لا تبتغي إلاَّ الفؤادَ لها مرام
| |
وبرغم أني أعبُرُ اليومَ الكئيب على جسورِ الوقت حتى ينتهي
| |
لكنَّهُ يبقى هُنا
| |
الحُزنُ - لو تدرون - في يومي يُقاسِمُني النهار
| |
ويصُبُّ في قلبي السقامْ
| |
فكأنَّهُ قد صَبَّ في قلبي اللَّظَى ورمى السَّهام
| |
حُزني ثَقيْلٌ مُتعَسٌ يا أصدِقاء
| |
يأتي .. يصُبُّ ظلامَهُ في القلبِ آمادَ النهار
| |
إن حوَّمَت غربانُهُ السوداءَ تحجبُ شمسَهُ
| |
تُلقي على عيني القَتَامةَ والقَتَام
| |
حُزني غريبٌ .. موحِشٌ إن زارني
| |
أو جاءَ قاصِداً الفؤادَ لهُ مَلاذَ فلا يُبَارِحَ إن أقام
| |
حتَّى إذا ما قد مَددتُ لكم يدي يا أصدِقاء ..
| |
.. وقد عَشَت مِنهُ العيونُ ..
| |
.. ووسَّدَ الدربَ الظلام
| |
ألقاكموا مِثلي .. أذَلَّكُمُ الأسى
| |
لم يُبقِ من وهج الحياة على عيونِكم الكسيرة إن رَنَت إلاَّ الحُطام
| |
الحُزنُ سَمَّمَ يومَنا !
| |
قَتَلَ انتشاءَ الوقت في أرواحِنا
| |
فكأنَّما ساعاته تمضي بنا فوقَ الضِرام
| |
فانجوا بأنفسِكم وفِرُّوا ما استطعتُم من وِثاق الحُزنِ
| |
.. من هذا الجحيم
| |
لكنكم لن تقدروا
| |
وسترجعون مُحَطَّمي الأرواحَ مُستَلَبي السلام
| |
والحُزنُ يَضحَكُ في الخِتام !
|
2