أن تفرَّ إليها
الآنَ أعلو مُهرتي البيضاءَ أُطْلِقُها تغمغمُ في الفضاءِ بإِسمِها
| |
كيما تقرَّ على شواطئِ هدبِها
| |
: يا نورُ جئتُ إليكِ فوقَ مُنمنماتِ البوحِ مأزومَ القصيدةِ
| |
جِئْتُ سيراً
| |
جئتُ شِعراً
| |
غيرَ أَنّى لم ألجْ
| |
يا نورُ…
| |
: هل تكفى تسابيحُ المولَّهِ للصعودِ إلي المغارةِ ،
| |
والتنعُّمِ بالرحيق على مشارفِ أيْكِها،
| |
يا أيها اللصُ الصفيقْ .!
| |
خمسونَ عاماً تحتَ أسوارِ الحقيقةِ،
| |
بالجراحِ يَنُوءُ جنبيِ والسهامِ،
| |
فكيف تختصِرُ الهيامَ بنطقِ حرفْ.
| |
اللهُ يعبدُ بالصلا ِة وبالصيامِ،
| |
فهل جعلتَ لبهجةِ الأسماءِ طقساً أو ِعبادْة ؟
| |
أطلقْ مدادَك بالخيالِ تجرُّ قلباً عاشَ عمرَهُ باحثاً
| |
عن دُرّةٍ في عينِ نورٍ قِيل عنها أنها لبُ السّعادةْ
| |
أطلقْ مدادَكَ وانطلقْ
| |
حتّى تُقابِلَ طيفَها
| |
بين السطورِ وفوقَ ظهرِ الحلمَ تنعمُ باللقاءِ
| |
فَغَنِّهَا
| |
: يا ليتَ أنَّّا يا حبيبةُ قطرتانِ من النّدَى
| |
في غفلةٍ من خلفِ مَن رصدَ السماءِ تَوَاعَدَا
| |
فتمازجَتْ أشُواقُ
| |
سَقَطَا بصفحَةٍ زَهْرةٍ
| |
فَتَمَايلتْ ،
| |
وتجمَّعتْ
| |
؛ كيما تباركَ غَرسَنا الأوراقُ
| |
- خَسِرَ الذي عرفَ الطريقَ ولم يصلْ،
| |
فاطرحْ "بياضَكَ" للحبيبةِ
| |
عَلَّها تستمطرُ الغَيْمَ البعيدَ محبةً ،
| |
إنَّ المحبةَ قدْ جَفَتْكَ فصوُلُُها
| |
مِن قبل أنْ تُرخِى زمامَ الراءِ
| |
تَكْلَؤُهُ على طرفِ اللسانِ لكي يبينْ .
| |
فاطرحْ " بياضَكَ " ألفَ بيتٍ من ُمعتّقِ ما رواهُ
| |
الأقْدمونَ المُحدَثُون عن الهَوى،
| |
واصدعّ بما أمَرَ الفؤادُ لدى التي
| |
وَهَبَتْ ربيعَ العاشِقينَ أريجَها
| |
لجلالِ مَن مِن أجلها،
| |
ِمن جوهرِ الطينِ المغمّسِ بالأسَى
| |
خلقّتِ شِعرا ما ارتَوى من خمرِ نورٍ ساعةً
| |
ما صكَ باباً غيرَ تبريحِ النّوى
| |
فاقُطفْ لها أيقونةً ،ومِدادَ محبرةٍ ،
| |
وطوِّفْ في القصيدِ بكلِ أسمالِ الجَوى
| |
: النونُ ، نورسُها القديمُ يخطُّ في قلبي أهازيجَ البراءةِ كلهِا
| |
أطيافهَا ، أنداءَها ،ولظَاها
| |
الواوُ ،وشمٌ في دَمي
| |
نَقَشَ الحياةَ ِبمعْصَمِي ،فَأَضَاءَ من خلَلِ الظلامِ ثَنَاها
| |
الَّراءُ، رُوحُ السَّلسبيلِ تسَلسَلتْ بِسَعادةٍ
| |
بِشجُونِ كلِّ العاشقينِ شَراها
| |
- خسِرَ الذي عرفَ الطريقَ ولم يفرّ
| |
إلى مرافئِ هُدْبِها
| |
فانثرْ دِماءَكَ في دُروبِ لِقائِها ،
| |
واغسلْ فؤادَكَ من صميمِ رِضابِها
| |
السَّابحونَ ببحرِ نورٍ كَثْرةٌ
| |
والغارقونَ بمقُلتَيْهِ قليلُ
| |
فانْظمْ فؤادَكَ للوصولِ قصيدةً
| |
تَخَذَتْ من الألمِ النبيلِ دليلاً
| |
: يا نوُر يا هبةَ الكريمِ لمُدْنَفٍ | أَمْسَى لطولِ صبابةٍ مَهْزُولا |
أرْخَى الظّلامُ على الفؤادِ سدَولَهُ | حتّى أنرتِ بوجهِكِ القِنْدِيلا |
قَطَعَ الحياةَ إلى عيونكِ راحلاً | يَطوي إليكِ مواسماً وفُصُولا |
ضاقتْ به الدنيا وليسَ بمبتغٍ | غيرَ الوصولِ إلى العيونِ سبيلا |
يَستافُ من سُمِّ القصيدةِ َرشْفةً | فَلَرُبمَّا تشفِي السمومِ عَلِيَلا |
إنِّي عشقتُكِ والمسافةُ بَيْنََنا | خَشَعتْ لنِبْرَاسِ العيونِ طَويلا |
ولقدجعلتُكِ للعيونِ مَلِيكَةً | ووهبْتُْها زهرَ الرُّبا إِكْلِيَلا |
أَهواكِ يا هِبَةَ الكريمِ لِمُقْتِرٍ | مازالَ في زمنِ الهوانِ نَبِيلا |
أُعْطِيتُ عينَكِ والصبَاَبةَ والهوى | حَاشَا لِرَبِّى أنْ يكونَ بَخِيلا |
: للحرفِ سُطوتُه التي شَقّّتْ ضُلوعِ الريحِ
| |
فانتثرتْ أَرِيجاً في الُّّدَنا ،
| |
فاركبْ إلى عينِ الحبيبِ قصيدةً ،
| |
واصْدحْ بقلبِكَ ، بلْ ِبكُلِّكَ،
| |
للوصولِ فَقُلْ …تَصِلْ
| |
فالقولُ كَنْزُ المتعبينَ،
| |
و إِنْ وصلتَ إلى تُخُومِ رِضَابِها
| |
أَبْلغْ عن الشيخِ الضريرِ رسالةً :
| |
" يا كمْ ُأحبّكَ يا أنا " .
|