عَدُّودَةُ الخُروج
وَدِّع الشعرَ ، ما لِشِعركَ جَدوى | زمنُ القهرِ من قَوافيكَ أقوى |
ودع الشعر ، كُلُّ بيتٍ خواء | والورى من خواء شعرك أخوى |
ما الذي تبتغيه ؟ أتعبت قلبي | كل يوم تُرِي جِيادكَ غَزوا |
كل يوم تذوق جمراً جديداً | كل يوم تموت عضواً فعضوا |
تشرئب الحروفُ من كلِ سِفرٍ | نحو عينيك ، تُرهق الفكرَ عَدوا |
تمتطي نَفْسَها البحورُ وتأتي | ضارعاتٍ تروم جداً ولهوا |
إنما الشعرُ في فؤادك نارٌ | تتلظى ، وفي لسانك شكوى |
الأمانيُّ في عيونك ثكلى | والصبا في ظلام روحك نجوى |
***
| |
من جنوب الجنوب جئتَ تُغَنِّي | و( قلندول ) في مآسيك شكوى |
و( قلندول ) وردةٌ قَطَفَتهَا | كفُ من أشبع ( الكنانة ) سَطوَا |
جَنَّحَتْ ثم رَفْرَفَتْ ثم طَارتْ | ثم خَرّتْ على الخناجر شِلوا |
هي مثواك هل تراها استراحت | ولها في مشانق القوم مثوى |
أقبلت تستقي الحَيا لبنيها | وهل النيل يملأ الآن دلوا |
لا تقل دَنَّسَ الغريبُ حماها | سَل دَوِيّ الرصاص من أين دَوَّى |
سل ( قلندول ) ، شمسها وهواها | كيف أضحت هواية القتل عدوى |
سَل أخي عن دمي وعن دمع أمي | أو كان الذي جرى منه سهوا |
هاهنا كانت الشتائم تشوي | وهنا كانت الكرابيج أشوى |
كلُّ شِبرٍ له حلوقٌ تنادي | أصبح القتل فوقنا خبط عشوا |
***
| |
يا صديق الدجى لمن أنت تشدو | كل أذن ترى كلامك لغوا |
كل رأسٍ تراه حولك غاو | والذي لا تراه يقبل أغوى |
لا تُرَجِّي من فاقدِ الحس حسا | الزنازين تحتسي الحس حسوا |
والقيود التي تخاف لظاها | تسمع الصرخة الجريحة شدوا |
أخفض الصوت ذلك السوط يرنو | لا أنا صابرٌ ولا أنت تقوى |
أنت مثلي تريد ما ليس يأتي | (من تعاوي وكلهم منك أعوى) |
المنافي تزيد عينيك ذلاً | والقوافي تزيد بلواك بلوى |
يا ابن وهج الحروف ماذا تبقى | أو هذا الركام تدعوه مأوى |