راهب الألم
كان شعرى من تراتيل الحياه | ولحونى ؛ من مزامير الألم |
كيف ضلت عن أغانىّ الصلاه | ثم عقت كل أحلامى القمم |
هكذا نمضى على درب الحياه | فى ارتقاب بين ضوء وظلم |
أيها الشاعر ويحى ما أراه
| |
سرّ ألحانك نزف واحتراق
| |
كالذى يقطع من طىّ حشاه
| |
ثم يلقى فى جحيم ما أراق
| |
لهف قلبى من أحاديث أساه | حين يغفو مزّقته أو أفاق |
كاد يبكى فى معانيها صداه | فى ابتهال ، و انتظار ، و اشتياق |
كسجود الروح فى سرّ طواه | كظلال الصمت فى جرح الفراق |
كالتفات النور مذهول سناه
| |
أيها التائه فى قفر الرياح
| |
نظرة المذبوح قد ألقى عصاه
| |
حيث ترقى الروح ما فوق الجراح
| |
روعة الآلام سرّ للنجاه | من رؤى المجهول فى عين الصباح |
تحمل العمر خلودا ؛ منتهاه | فى عروش النور موصول الطماح |
إن فى الأرواح فى أقصى مداه | هدأة الغفران فى دير النواح |
راهب الآلام موقوفا خطاه
| |
هيكلا من ذكريات ودموع
| |
تهب الماضى جلالا لنداه
| |
وتعانى روحك الحيرى الخشوع
| |
أىّ طهر فى تسابيح الرعاه | تسكب الآمال فى صمت الركوع |
كخطى وحى وإلهام رباه | لقن الأعراف تهليل الرجوع |
هزّ من أوتارها طير شجاه | خفقة الآباد للمعنى الرفيع |
أنت معنى الحب فى أسمى مناه
| |
من طوايا الغيب فى محض نغم
| |
كل لحن أنت فى قدس سماه
| |
ديمة تهمى بأنوار الكلم
| |
شاءت الأقدار أن نحيا الحياه | ونرى السلوان وهما فى عدم |
كم أقمنا فوق ماضينا صلاه | وتلونا من مآقينا القسم |
وغفرنا كل آثام الحياه | فسمونا فوق هامات الألم |