الحُزن
الليلُ حطَّ يا صديقتي على الفؤاد
| |
الليلُ حطَّ والسَّوَادْ
| |
يُغيمُ كُلَّ رؤيةٍ بهيجةٍ بِمُقلَتي
| |
يُحيلُني الأسى إلى رَمَادْ
| |
وكُلَّما فررت مِنهُ هارِباً إلى شواطيء السكون والنعاس
| |
صادني السُهادْ
| |
وأَشْعَلَ الأفكارَ فيَّ غيرَ آبهٍ بوحشتي
| |
بحاجتي للارتياحِ والرقادْ
| |
أتوهُ في دوائِر الضياعِ والأسى
| |
تجرُفنيَ الأحزانُ في دوائر الكآبةِ الكئودْ
| |
تَعيسةٌ متاهَتي
| |
ثَقيْلةٌ .. كالعجزِ كالحِدادْ
| |
تَزُورُني
| |
تُعيدُ لي مَشَاهِدَ النَّهار
| |
ترُدُّني إلى شَقَائيَ المُقَدَّر الأسَى
| |
ورِحلتي العسيرة الدروب في مهامه الحياة دون زادْ
| |
تُعيدُني إلى قيود عالمي الذي يغيبُ في المساء
| |
وتُحْكِمُ الأصفادْ ..
| |
.. إسَارَهَا عليَّ دونَ رَحمَةٍ
| |
إذا مَضَتْ تشُدُّني إلى رؤى نهاريَ الفقير
| |
ليوميَ المُستَسلِم المُنقَاد
| |
..لقبضةِ الهموم والأحزانِ والسواد
| |
ليوميَ الذي يمُرُّ مبطِئاً على جسور الوقت كي يُعادْ !
| |
لا رحمةً في أوجهِ الذين يعبُرون ذلك النهار
| |
لا بسمة على الشفاه أورقَت
| |
أو نظرةً ودودة الضياء تُفْعِمُ الفؤادَ بالأمل
| |
وتنشُرُ الأمانَ والوِدادْ
| |
ألوذُ وقتها بوحدتي
| |
أُشاغِلُ الأفكارَ والهُمومَ حتى يَعبُرَ النهار
| |
كيلا تصيدني شِراكَ حُزنيَ المكينة الأوتادْ
| |
تِلكَ التي تظلُّ في عراءِ الذاكرةْ
| |
تُطِلُّ من كهوفِها العميقةِ الظلام
| |
من رَغبَةٍ مضى الفؤادُ خلفَ طيفِها البهيج في زمانهِ البعيد ..
| |
.. خلَّفَتْهُ وانثنت للابتعادْ
| |
من لحظةٍ تضوَّأت بالحُلمِ والمُنى
| |
وحينَ جاءَها .. ما نالَ من وعودِها مُرَادْ
| |
من جَفوةٍ أذَلَّت الفؤادْ
| |
من طيفِ وجهٍ اختفى مع السنين
| |
تارِكاً للقلبِ حيرةً تُلقيهِ في جحيمِ الاتقادْ
| |
لَكِنَّما النهار ينتهي ولا تزال تهدِرُ الهُمُوم
| |
.. لا تزال حتَّى بعد أن يلفَّني الظَّلام
| |
وأستدير مُسلِماً عناء رأسي الكليل للوسادْ
| |
لكي يُحيطَ بي الأسىَ الضَّرير
| |
الحُزنُ لا يغيبُ يا صديقتي
| |
كأنَّهُ القضاءُ والمصير
| |
يشدُّنا إذا أتى النهارُ والمساء
| |
لرحلةٍ جميعُ ما بها من الدروبِ الشوكُ والقتادْ
|