صوت من المنفى
ما زال صوتُكِ كالألْحانِ في أُذُنِي | والْحُبُّ في القلبِ لم يُنسى ولم يهُنِ |
حبيبتي .. أنا في الْمنفى .. وما بيدي | إن كان مقدورنا حُبٌّ بلا وطنِ |
بيني وبينكِ ما لَمْ نَحْتسِبْ أبدًا | بَحرٌ بعيدُ الْمدى .. وأين هيْ سُفُنِي ؟ |
أقصى أمانِيَّ أن ألقاكِ أنتِ .. فهلْ | تأتي بكِ الرِّيحُ .. أم تسْرِينَ في الوَسَنِ ؟ |
يا وحْشَتي في ٍعناقٍ بعدهُ سفَرٌ | قلنا : وداعًا .. وداعًا وافترى شَجَني |
وهبَّت الرِّيحُ تَملا مُهجتي ألَمًا | وأظلمتْ بي دُرُوبي .. أقفرتْ مُدُنِي |
فأين أنتِ من الدُّنيا .. وأين أنا ؟ | حبيبتي .. أين عيشٌ ناعمٌ وهني ؟ |
ما كنتُ أحسبُ أيَّامًا تفرِّقُنا | وتُحرقُ القلبَ باللوعاتِ والْحَزَنِ |
تَجرِينَ في كلِّ شريانٍ .. فأنتِ دمي | إن غبتِ غبتُ عنِ الدُّنيا وعن زمني |
صعبٌ عليَّ حياتي بعدما حكَمتْ | أقدارُنا بفراقِ الرُّوحِ للبَدَنِ |
في النَّار أحيا .. وما لي عنكِ تسليةٌ | سوى مُصوَّرةٍ .. جلَّت عنِ الثَّمَنِ |
وليس تَنفعُ أحلامٌ وأخْيِلَةٌ | إن عشتُ عمري بعيدًا عنكِ يا سَكَني |
ويا نعيمي إذا نارُ الْحياةِ طَغَتْ | ويا ملاذي إذا ما تُهتُ في الْمِحَنِ |
أنا بدونكِ رسمٌ لا حياةَ بهِ | قد ضلَّ في غَيْهبِ النسيانِ .. ماتَ..فَنِي |