ما الذي تنتظِر
الزَّمَانُ استَعَرْ
| |
الأمانُ اختفى والأماني تَفِر ..
| |
.. إلى سُدُمٍ تنتهي في جحيمِ الأسى
| |
والمُنى تَحتَضِر
| |
المَدى مُغلَقٌ
| |
والبِحارُ تُزَمْجِرُ ثائرةَ الموجِ
| |
والأرضُ جَمْر
| |
ما الذي بَعدَ ذا تَنْتَظِر ؟
| |
والربيعُ الذي بَرْعَمَت كل ورداته في الفؤاد
| |
يُحاصِرُهُ بالمواتِ الأسى ..
| |
.. في غيابِ المَطر
| |
والنَّهَارُ المُرَفرِفُ في مُقلَتَيكَ خبا
| |
تارِكاً حُلمَهُ لِظلامٍ أتى يستَعِر
| |
لم يَعُد مِن رَجَا
| |
إنَّ أَعذَبَ ما في انتِظارِكَ مُرْ !
| |
الوجوهُ التي سكنت في شِغافِ حناياكَ يوماً ..
| |
.. مضت بعدَما راوَغت حُلمَها
| |
ورَمتهُ على أوَّل الليل غَائِبَةً
| |
لم تَدعْ خَلفَهَا مِن أَثَر
| |
تَرَكَتكَ وحيداً على دربِ أحلامِكَ المُختَفي في المدى
| |
( كُلُّهُ حَسَكٌ غائِبٌ في حُفَر ! )
| |
صِرتَ وحدَكَ في ذلك التيهِ
| |
كُلُّ الدروب هنا تنتهي في سَقَر
| |
ما الذي تنتظِر ؟
| |
النهاياتُ تُطبِقُ من كُلِّ صوبٍ عليك
| |
وأنتَ هُنا واقِفٌ لائِذٌ بالحّذَر
| |
ليتكَ الآن تعرَفُ أنَّ الرُّكونَ إلى الخَوْفِ مِقصَلَةٌ
| |
والشَّجاعةَ تُنجي
| |
وأنَّ النَّهارَ الذي لم يبِن زَمَنَاً قد يَلَوحُ
| |
.. إذا ما تَقَحَّمْتَ هذي الحوائِل
| |
أسقطتها بين كَرٍّ وفّر !
| |
فاقتَحِم كُلَّ هذا الجحيمَ الذي حاصرك
| |
لا تَهَب
| |
لا يُغيَّرَ خوفٌ قَدَر
| |
لا تُطِل في العراء الوُقُوفَ
| |
فهذا الزَّمَانُ يَمُر
| |
ارفعَ القلبَ سيفاً بوجهِ الزمانِ الرديء
| |
امتطي صَهَوَاتِ الجُنُونِ إلى ما تَبَقَّى من الحُلمِ
| |
جازِف
| |
لعلَّك تنتزِعُ المستحيلَ الذي ترتجي ..
| |
.. من نيوب الخطر
| |
كُلُّ ما حولكَ الآنَ يُلقي لقلبِكَ هذا السؤالَ الذي
| |
تترقرقُ أصداؤهُ في أسىً مُنهَمِر
| |
ما الذي تَنْتَظِرْ ؟
| |
ما الذي تَنْتَظِرْ ؟
|