ياسين
(إلى الشهيد أحمد ياسين )
| |
ياسينْ ،
| |
والشوقِ المكنونْ،
| |
والروحِ الصّاعدِ في فرحٍ للجنّةْ،
| |
والقلبِ المتعشّقِ أملا،
| |
والصاعدِ رَجُلا ،
| |
قَدَمَانِ تَدُوسانِ بهمّةْ
| |
والخطوُ عجيبْ
| |
قدمٌ تُشِرقُ في غَزَّةْ
| |
قدمٌ في تَلّ أبيبْ
| |
واللحيةُ خضراءُ كوجهِ ربيعٍ يتجددْ.
| |
والعينٌ حقولٌ ضَالعةٌ
| |
في قَنصِ البسمةِ من زفراتِ الموتِ الميِّتِ بين يَدَيْكْ .
| |
للكرسيِّ يئوبُ النورُ,
| |
يئوبُ الأطفالُ بألواحِ القرآن، يئوبُ الشهداءُ بجائزةِ اللهِ،
| |
تئوبُ الأشجارُ لخضرتـِها،
| |
وَيَهِلُّ هلالَكَ يا أحمدْ.
| |
ياسين
| |
خيطُ الشمسِ النّازلِ فوقَ خيامِ الصمتِ ،
| |
بزوغُ حياةِ الموتِ على أكفانِ الأطفالِ ،
| |
وآيةُ كرسيِّ المُفْعضمِ بالخُيَلاَءِ،
| |
وعطرٌ دماءِ الشهداءِ الفانينَ الأحياءِ،
| |
وقامةُ عربيٍّ تأْبَى، وتموتُ ِلتَحيا،
| |
تتمزقُ في بَوْتَقةِ النورِ ،
| |
وتستنسخُ أشلاءَكَ أطفالاً ،
| |
والأطفالُ يَشبُّونَ جموعَ ملائكةٍ
| |
ذي أحجارٍ في الأرضِ، وذي أجنحةٍ في العلياءِ،
| |
فما متَّ وما ماتَ بُُـراقُ نبيِكَ،
| |
ونبيُكَ مُنْدهِشٌ عندَ الصخرةِ،
| |
منتظرٌ في كفَّيْهِ الأكوابْ.
| |
كُوب من ماءٍ ، كوبٌ من لبنٍ ،
| |
والثالثُ ممزوجٌ بترابِ بلادٍ في طَورِ التّكوينْ
| |
ها أنتَ قد اخْترتَ الفطرةْ
| |
ِصبغةَ من سوَّاكَ أَبِيَّاً
| |
"لا تبديلَ لخلْقِ اللهِ"
| |
لتشربَ غزةَ في كلَ ملامحهَا ،
| |
وخليلَ خلِيلكَ ،
| |
والقدسَ وأَقْصاها،
| |
فاشربْ …حتى آخرَ قطرةْ
| |
واصعدْ
| |
اشر بْ
| |
واصعدْ
| |
كفُّ اللِه تُناديكَ ِلتحنو ،
| |
تَرْبُتُ فوقَ الأشلاءِ وتَحنو ،
| |
وتكفكِفُ دمعَ الرّوحِ بشارةُ ربٍّ ذي عِزّةْ
| |
هلْ من عَزّ اللهُ يهونْ !
| |
ياسين
| |
حبةُ رملٍ في حصبائِك حطينْ،
| |
وردٌ في أَكْمامِ الشهداءِ،
| |
وعطرٌ فى قلبِ رضيعٍ يتمزَّقُ تحتَ
| |
َسَنابِكِ خيلٍ مجنونْ.
| |
ِشبّْ تشُبُ النيرانُ الطاهرةُ الجَمَراتِ
| |
تَوضَّأْ
| |
،واغسلْ آثارَ الغدرِ على ُكرسيِّ سليمانْ
| |
فصفيقُ الجانِ يتيهُ ، يظنُ جلوسَك َوهَنَا
| |
لا يدري أنَّ َمن اخْتارَ الريحَ جَوَاداَ
| |
مَلِكٌ
| |
أرغمَ أنفَ الجنّ ، و أعطى الأنسَ دروساً
| |
في مُوسيقا الموتِ،
| |
وكيفَ يعودُ اللحنُ الربانيُ قوياً
| |
من جوقةِ أشلاءً من طينْ .
|