ماذا جنى الأحرار ؟
يا ظالما ًزدنا أسى ً ومراراً | أو فاسقنا كأس َالمذلة ِنارا |
ماذا جنى الأحرارُ في أوطانهم | لتسومهم هذا العذابَ جهارا؟! |
افعل بهم ما ترتئيه فإنهم | ظلموكَ لما عاهدوا القهارا |
ظلموكَ لما أعلنوا إصلاحَهم | وأرادوا من ليل ِ الظلام ِ نهارا |
أموالـُهم خُذها فقد تغنى بها | و أْمُرْ بنيهم يلعقوا صبارا |
أو كلما خوّفتـَهم زادوا هدًى | و أصروا في منهاجـِهم إصرارا؟ |
ماذا أصابكَ أيها الفرعونُ هل | أعيتكَ شرذمة ٌ تـُريد فرارا؟! |
والأرض ملكك والسما بك تحتمي | و إذا أمرتَ تفجّرتْ أنهارا |
ماذا يريدُ المصلحون بأمننا | والخيرُ عمَّ القطرَ والأمصارا؟ |
والعدلُ قد ساد البرية َ كلما | كذبوا رأيتـُك تـُكرمُ الأحرارا |
ماذا يريدُ المصلحون بشعبنا | والشعبُ يرفلُ في النعيم مرارا؟ّّ! |
والمالُ قد ملأ الجيوب ولم نر | يوما غلاء لم تزد أسعارا؟! |
ماذا يريدُ المصلحون بفكرنا | إن زدت في الفكر الجهول دمارا؟! |
أكرمتَ عالمهم بسجن قيم | حتى يفكر أو ينال قرارا |
ماذا يريد ُالمصلحون وكلنا | نهوى الطوارئ أسْكِتْ الأشرارا؟! |
اقتل وشرِّد واعتقلْ أحلامَهم | هم يعشقون الطهرَ والأطهارا |
أيحاربون العرى أن نحيا به | أم يمنعون العشقَ والسمارا؟ |
ماذا تبقى في البلادِ إذا سعوا | نحو العفافِ ولا نريدُ خمارا؟ |
هل تصلحُ الدنيا بغيرِ عشيقةٍ | والله ربى لم يزل غفارا ؟ |
هاهم هم الأحرارُ هذا فكرُهم | لا يطلبون مع النظام ِ حوارا |
متحجرون ولن تلينَ قناتـُهم | ولذا فلن تسمعْ لهم أعذارا |
حتى إذا جنى المساءُ رأيتهم | يدعون غيرك َطامعين حيارى |