الرئيسية » » مختارات من مخطوط " تمشي حافية هذه القهوة " | سميرة البوزيدي

مختارات من مخطوط " تمشي حافية هذه القهوة " | سميرة البوزيدي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 يناير 2015 | يناير 15, 2015

مختارات من مخطوط  " تمشي حافية هذه القهوة "   

   


أصابعي المئة                                               سميرة البوزيدي
                                              
الكتابة الشاحبة
من يضيء حروفها
ويهرق الماء على رأسها الأحمق
يرمي حروفها المستعملة
ويصفع غرورها
لست أدري
 فقط كل ما أعلمه أن هذه الموسيقى الآتية من الشرفة
تجرحني
وهذه الليلة الصامتة تغرس أصابعها في قلبي .
أصابعي ملوثة بالقصائد
وقلبي غارق في الحبر
ورأسي يحلق زاحفا مع الورق
من يدلني عليّ
سأدخله لصحرائي
وأجعله يقضم نعل قصائدي
ولكن - بجد - دعوني أحدق قليلا
في صوتي وأصابعي المئة
وهي تنبت في العدم
ربما أجد  قصاصة تحتوي كل هذا الهراء
القصاصة التي تدعكها الريح الوحيدة لشرفتي الدائخة
شرفتي ذات العين الواحدة
وحبل الغسيل الملتوي وغبار الشارع الزاعق .
القصاصة التي أحدثكم عنها
على هيئة صراخ في بئر
بئر أدعوها نفسي العميقة
وأوجاعي الطافحة
أوووف ..
  لماذا نتكلم عن شحوب الكتابة
 فلتضع البودرة أو تأكل البسكوت.. لايهم
 ولتذهب للجحيم مادامت ترفس في المعتاد
 وعندما تفكر جيدا في حالها  ..يمكنها مراسلتي على الياهو .







عوارض شهرية        
                                     



سأكتب عن ..
 سأكتب عني في الحقيقة
للمرة البليون ربما فأنا أفعل ذلك
منذ 1991 مثل كائن الطاحونة
ولا أضيف شيئا
الكلمات تستنسخ وجوهها
والقمر يسقط جريحا في الجملة نفسها
والأقلام تسلخ جلدها
سأكتب عن ضجري من الكتابة
وعن مللي
من الوجوه ومن الأصوات
ومن الروائح
ومن الأخبار
ومن الدراسة بعد بياض العمر
ومن النت
ومن أحذيتي وملابسي
وحقيبتي الرمادية
ومن الأيفون
ومن الطنجرة والمقلاة
وشكشكة الملاعق في الماء الحار
ومن غرفة المعيشة
و ضوئها  السيئ الذي يجلد رأسي
ومن الدرج  والشارع
ووجه صديقتي
وقلق  أمي كأنني لازلت أمص أصابعي
وعراك  أطفالي
ومن صوت السيارات تشق هدؤ الليل
ومن مضلتي الجافة
ومن هذه الشمس الوقحة
ومن اللابتوب و الكي بورد الفاحم
ومن بخور الجيران
وزعيق اولادهم
.. ماذا تركت
حسنا .. لايزال هناك :
جارور الزينة
وقوارير العطر
وأحمر الشفاه الباهت
مللت أيضا عوارض الدورة الشهرية
ومن المسكن ، والقطن ، ونقيع الأعشاب
والمدفأة
ومن هذه القصيدة المضجرة
وربما هي من العوارض ذاتها ...!!















سمكة


هذا الصباح
انا كسولة جدا
مثل سحلية ملقاة في الشمس
منذ قليل ارسلت الصغار للمدرسة
وأخرجت سمكة كبيرة لأجل الغذاء من البراد
ووضعتها في الماء لتفتر .
هذا الصباح انا كسولة
وصامتة
شعري متسخ
وأظافري لم تدرم من فترة
وشعر ساقيَ يكاد يخرج من جواربي
تلفت حولي تثاءبت  وعدت للفراش
ريثما يمر قليلا من هذا الصباح الثقيل
وترجع الحياة لسمكة تعوم في المطبخ وحيدة .





كيمياء القسوة والتفاهة   
                                                  


أنا غباء يجر عربة الطماطم
ليصنع سلطة لأسماك البحر
انا هواء مسكوب
في كون أحمق
كنت أريد أن أتعلم الفرنسية
فقط لأشرح للسيدة التي تحدق بي مبتسمة
 في حديقة الماء بمدينة سيت
كيف اكتب قصيدة
كنت لأجلب لها الحجارة التى نحتها الشعراء البعيدون
واشرح لها كيمياء القسوة والتفاهة
التي يمكن ان تصنع قصيدة جيدة
وأخبرها أن تنتظر ألف سنة
قبل ان تكتشف ان القصيدة
معلقة في قلبها
ومربوطة في ساقها
ومختبئة في العرق السابع
حسب التوقيت المحلي بالقشدة
ولكني غمغمت لها كما يليق
باللغة الفرنسية والانجليزية والعربية والبربرية
انني آسفة
وغبية تكدس الطماطم للسمك
وتجلس ساهمة على حجارة
حجارة نحتها شعراء بعيدون.







           جلوس على حافة الذاكرة                       



كنت ألوح للعشب الذي
في غفلة من الطقس
نبت على شفة المدينة
وأسير على حبال حلم ممطوطة
وأجذف في بحور الخيال
كنت صغيرة
لما رأيت الحلم يقفز على سطح بيتنا
ويمد لسانه لليل
لكنني طرحت دهشتي
وأمسكت بيقظة تنزلق بعيدا.
في مثل هذا الوقت
يكثر مواء القطط
ويكبس الطقس الرطب على الهواء
ولكننا نحن الصغار نجلس على حافة المساء
نرشق بحيرة أحلامنا بحصى الأمنيات
ونثرثر كثيرا
عن المدرسة ، وصفاء  التلميذة الغبية ،
وعن جارنا الذي يمسح زجاج سيارته بعمى مقصود
وعن خوف أمهاتنا الأحمق علينا
وعن العلكة في فستان المعلمة
والطبشور المسحوق قبل درس الرياضيات
ولكن لماذا هربت الموسيقى
من قيثارة صوتنا
واستوطن حلمنا الجدران
ولماذا لم يسع الشعر كل قولنا
فأين تربض يا ترى كراسة الإنشاء ؟
وحقيبة المدرسة؟
وفي أي كوكب زرعت أقلامنا  المكسورة ؟
ولماذا حين كبرنا
ضيعتنا أوهامنا ؟؟!!
نلوح كامدين  للموتى الذين تخلوا عنا
وللضحك المسحوب من الكون
ولغباء العالم
ولنصف الكوب الفارغ
وللنهار الثقيل
وللأصدقاء الأشباح
ولورد الصباح
فقط لنستطيع أن نصرخ :
يكفي أيها الوقت
لملم هراك بعيدا
وأعطنا كفاف حلمنا
فنحن لازلنا نلوح للعشب نفسه
الذي في غفلة عن المدينة
نما في كلامنا ..

7-2012







                        ليبيا سفينة تائهة

 القصيدة التي أحاول كتابتها
سفينة تائهة
تعترش موجة الروح
تمد يدها في الماء
تغرف الكلمات المالحة
ومحار السكون القاسي .
والسمك الكبير الذي بعيون مفتوحة
يحدق  متربصا في أصابع البلاد .
القصيدة التي  أعنيها مثل أفق لا ينتهي
تركب موجة الروح ،
وتجذف نحو النور
تلوح بمنديل صغير،
وتحلم بالضفاف.
عندما كنت بسيطة
وحينما كان وجهي يلتصق بزجاج النافذة
فيما يحلق قلبي عاليا
لم يكن وقتي طريا كفاية
ولا أوهامي قانعة
لأتذوق من ملح التجارب
الملح نفسه الذي يستف قصيدة
تشبه سفينة تائهة
تحكي عن الوقت الذي يفتك بالبلاد
 فيما يلعب الجميع  بالنار 
يرقصون في الميادين
ويموتون في الظلام
و عن الصحف المليئة بالهراء
تمجد الغباء الجديد
وترواح في التفاهة ذاتها
وليبيا حرة
والشوارع تكنسها  الدسائس
وصغارنا لازال الهلع يسكنهم كل مساء
من مطر السلاح
وهو يمنع ماء السماء،
سأكتب عن هذا الاجتياز المر
وعن شوارع مليئة بالطيبين
وقوارب تحت شمس الله تغني
وأسلحة نائمة
وأطفال بملاعب حرة.       
  هذه الدكنة المضيئة
                                         
بإمكاني أن اعبر دهرا
بخطوة واحدة
دون أن يلاحظ أحد ذلك
قلبي يتقشر مثل لحاء شجرة قديمة
لحاء مفعم بأسماء عشاق قدامى
الريح تكنس كل شيء
علب الضحك الفارغ
وطائرات ورقية لأطفال
لم تنجبهم أختي ،
وغيوم تواصل الركض في سماء قاسية
غيوم تكذب
تبتلع مطرنا وتتلاشى
بإمكاني أن أتجنب كل ذلك
وأعدو في هذا الكلام التافه
بدون أن ألمس شيئا في هذه الدكنة المضيئة
مع أن الوقت غير ملائم
لكتابة قصيدة مثل هذه
قصيدة حائرة تقشر لحائها
وتمشط شعرها
في هواء وحيد
قرب نافذة مشرعة على غبار
نسميه ربيعا طارئا
أو كذبة مبللة بفصول مصابة بالدوار
هي قصيدة طارئة إذا
طاردت نعاسي
وألجمت البرد عند حده
وموسيقى لفلم تافه تتسرب عمدا
إلى بقعة مبللة في وجه مساء أقل دكنة
وأكثر هدوءا
مساء عادي متلفز
بريموت أعمى
متقرفص في بطانية بيضاء
مساء أبيض
مثل دبة ثلج مقرورة
مثل ثوب عرس أشتهيه لصديقتي العنيدة
ومثل لاشيء.
2-2013

Night  and  day                    
زرقة كامدة ،
تأويلات زرقاء ،
زرقة متخيلة ..
لست أدري لماذا
تطفو الزرقة على نصي ؟!
وتجلب اسماكا
وأوهاما
وسحاب يركض في سماء العبارة
فكرت بذلك وأنا أشاهد فيلم night and day
وأتساءل ببلاهة
لماذا لايتحابا بطلي الفلم
طوم كروز وكاميرون دياز في الواقع
فهما يشبهان بعض
يضحكان ببلاهة متشابهة
وطيبان لحد الزرقة
زرقة متوافقة
تشرب ماء أزرق
وتلوح بمنديل أشد زرقة
من عيني طوم وكاميرون معا .

           قصيدة تشبه كل شيء   
                                  
أنا قليل
من كل شيء
أسكب نفسي في حياة
تسكب نفسها بعيدا عني
أنا بيت لحروف
سوف تجوع  بعدي
أنا وفرة مفرطة علي
أنا خسارة صنعها الله
لتفوز حكمة غامضة
أنا أقليات شرسة
تنهش كذبة الروح الواحدة
أنا حروف غريبة
تستوطن الكتب
وتقرض الورق مثل سنجابة
جبانة ومرحة
أنا قصيدة تشبه كل شيء
ولا تعرف شيئا.

                  
      
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads