الرئيسية » » طعومٌ مرشوشةٌ وضِيفان فرِحُون إلى بدر توفيق | شعر : السمّاح عبد الله

طعومٌ مرشوشةٌ وضِيفان فرِحُون إلى بدر توفيق | شعر : السمّاح عبد الله

Written By هشام الصباحي on الخميس، 15 يناير 2015 | يناير 15, 2015


طعومٌ مرشوشةٌ وضِيفان فرِحُون

إلى بدر توفيق
شعر : السمّاح عبد الله
أنت الذي زرعتَ لي حدائقي شوكَا
وقلت لي ونحن في الممشى الذي يربط بين سُلَّمِ الرؤيا وحائطِ المبكَى :
عروتنا وثقى
وفتنةُ الصباح لا تدل خطوةَ الغريبِ في اتجاه ملعب الصبا
فكن لخطوي مسلكَا
كان شعاعُ الفجرِ مثل طفلٍ عابثٍ ينسلُّ من وراء شجرٍ
وينثر الكلام في يدينا شرَكا
ونحن جالسانِ بيننا منضدةٌ يرتصُّ ورقُ الجرجيرِ والجبنة فوقها
يزُقُّها الهواءُ تارةً وتارةً يبعثر الجرجيرَ في أكفنا
كان امتزاجُ الماءِ بالثلجِ الذي يذوبُ في الكأسينِ
ليس يشبه النعاسَ وهو زاحفٌ على عيوننا
كان النعاس أزرقا وحالكَا
لكننا كنا نرش باقي خمرة الليلِ على قمصان نسوةٍ
يعطين للحراس قبضةً من النقودِ كي يمرقن في الفجر
إلى معسكرات الجيشِ في ليالي الحربِ
والأفيونُ في فراش الجندِ والنسوةِ يغدو ملِكَا
أنت الذي زرعتَ لي حدائقي شوكا
مُلِّكتُ مرةً فكنتُ ذا بأسٍ وذا فِراسةٍ
حتى إذا جمَّعتُ في أصابعي الجواسيسَ لكي يدلوني على الثغورِ
خانوني ودلوا قاتلي عليّ
قد رُزِقْتُ هذا الملك عن أبي وعن جدي
ولكني كأنني رُزِقْتُ حانةً فلم أسُسْ كما يليق بالملوك مُلكَا
عشقتُ مرةً فكنتُ ذا صبابةٍ وكنتُ ذا هوى
حتى إذا استطعت أن أقود محبوبي إلى بيتي وحانتي وفرشتي
لقيتُ حبّنا زنا وطفلنا حراما
ونجوم الليل تبدو من وراء الشيش والزجاجِ في السماءِ حسَكَا
ستشرق الشمسُ على قعدتنا والشمسُ لا تليقُ يا صديقُ بالخمرةِ
لا تليق بالنساءِ في الحكاياتِ ولا بالنكسةِ في الحروبِ
حينها يكون أمرنا مشتبِكَا
أنت الذي زرعتَ لي حدائقي شوكَا
فمن على طريق الفقد والحنين دلّكَا؟
ومن إذا ضاحكتَه بكا؟
وغمّس اللقمةَ في الأطباق كلها وحينما أراد أن يشربَ لم يبل ياقةَ القميصِ
في انحناءةِ الكوزِ وإنما انحنى لكي يسقيك أنتَ
فشربتَ جرعةً باردةً وبلّكَا
ها أنا ذا أبدو طويلا في شعاعِ الشمسِ
فلتنظر إلى ظلي وهُو يتسلق الشباكَ
ولنهبط على الدرج الذي يلتفُّ يبدو أننا غافَلَنا الفجرُ الكذوبُ
أو مرّ علينا ألفُ فجرٍ في الحكايا
قد كبرنا يا صديقي فجأةً
وانسل في شعري البياضُ وشيَّختْ رِجْلاك
لم تقدر على الممشى الذي يربط بين سُلَّمِ الرؤيا وحائطِ المبكَى
ها أنت في مداركَ الوحيدِ جالسٌ وحدكَ من ترى يطرق هذا البابَ؟
هذا البابُ صار مثل الحائط الأصمّ أو قد أوشكا
وفتنة الحشيشِ والأفيونِ والنسوةِ حاجةٌ في النفسِ
لم تعد تقدر إلا أن تُعيدَ ذكرَها مرتبكَا
أنت الذي زرعتَ لي حدائقي شوكَا
وقلت لي : عروتنا وثقى
وفتنةُ الصباح لا تدل خطوةَ الغريبِ
اتجاه ملعب الصبا فكن لخطوي مسلكَا.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads