الرئيسية » » نخطئ في قراءة العالم | رابندراناث طاغور

نخطئ في قراءة العالم | رابندراناث طاغور

Written By Lyly on الخميس، 15 يناير 2015 | يناير 15, 2015

1

طيورُ الصيف التائهة
تجيء إلى نافذتي
لتغني وتطير بعيداً
أما أوراق الخريف،
تلك التي لا أغاني لديها،
فترتجف وتسقط هنا
غارقة في تنهداتها


2

إنها دموع الأرض
هذه التي تبقي ابتساماتها
أزهاراً


3

وجهها الممتلئ رغبة
يراود أحلامي
مثل مطر يتساقط ليلاً


4

برداً وسلاماً
تتحول الحسرةُ في قلبي
مثل مساءٍ بين الأشجار الصامتة


5

وراء نافذتي أجلس
في هذا الصباح
حيث يتوقف العالم مثل عابر سبيل
للحظة، يومئ لي، ثم يواصل طريقه


6

أنتَ ما لا تراه
وما تراهُ.. ظلّكَ


7

لا أستطيع اختيار الأفضل
الأفضل يختارني


8

أمامهم يلقون ظلالهم
من يحملون مصابيحهم
على ظهورهم


9

- "نحن أوراق الشجر الهامسة
نمتلك صوتاً نردّ به على العواصف، ولكن
من أنتِ أيتها الغارقة في الصمت؟"
- "أنا مجرد زهرة"


10

يتمنى الطير لو كان غيمةً
وتتمنى الغيمة لو كانت طيراً


11

يغني الشلال
"وجدتُ أغنيتي
حين وجدتُ حريّتي"


12

السمكةُ صامتة في الماء
الحيوان صاخبٌ على الأرض، وفي الفضاء
يغني الطيرُ
ولكن في داخل الإنسان
صمتُ البحر، صخبُ الأرض
وموسيقى الفضاء


13

نلتقي، نتقارب، كما النوارس
والأمواج
تطير النوارسُ، وتتباعد الأمواجُ
ونفترق


14

"لا تخف من اللحظات"
هكذا يغني صوت الأبد


15

نخطئ في قراءة العالم
ونقول إنه يخدعنا


16

رياح الشاعر تهبّ فوق البحر
والغابة، باحثة عن صوته


17

قل للحياة أن تكون أزهارَ
صيفٍ، وللموتِ أن يكون أوراقَ خريف


18

- "كم تبعدين عني أيتها الثمرة؟"
- "أنا مختبئة في قلبكِ
أيتها الزهرة"


19

لا تتلبث لتجمع أزهاراً
تحتفظ بها، واصل السير لأن الأزهار
ستبقي نفسها مزهرة على امتداد الطريق


20

مثل طحالب حول جذع شجرة عتيقة
تتعلق بقلبي
لمسة الأيام التي لا اسم لها


21

التلالُ صراخُ أطفالٍ
يرفعون أذرعتهم، يحاولون الإمساك
بالنجوم


22

جمالكِ ليلٌ معتم
يشبه جمال المرأة المحبوبة
حين تطفئ مصباحها


23

أفكاري الحزينة تلحُّ عليّ
تطلب مني أسماءها


24

أسماؤنا ضوءٌ يتألقُ
على أمواج البحر ليلاً، ثم يموت
من دون أن يترك بصمته


25

هذه الحياة عبورُ بحرٍ
ولقاءٌ في السفينة الضيقة ذاتها
وفي الموتِ نصل إلى الشاطئ، وبعدها
نمضي، كلٌّ إلى عالمه المختلف


26

يا أرضي
جئتُ ساحلكِ غريباً
وعشتُ في بيتكِ ضيفاً
وأغادر بابك مثلما يغادر الصديق


27

انتهى نهار العمل، خبئي وجهي
بين ذراعيكِ يا أمي
دعيني أحلم


* مختارات من "طيور تائهة"، ترجمة: محمد الأسعد


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads