الرئيسية » » في حجرة المشاهدة | ياسر زمراوي

في حجرة المشاهدة | ياسر زمراوي

Written By Lyly on الخميس، 15 يناير 2015 | يناير 15, 2015

هل قتلت المنطق جيداً
ودفنته في حجرة المشاهدة؟
حجرة المشاهدة تلك التي لم يسعفك أحد في أن تدخلها بأقدام ثابتة
لم يتركك أحد تدخلها إلا وفي قلبك الكثير من المواطنة
المواطنة بعرفهم الذهبي
أن تكون خيراً من الخيرين
أفلاك نجمك ذلك
كي لا تكون سيرة تتبعها السير
فتنبش في القبر مئتي قبر
وتصطاد من النجم الأسماء القديمة لعشاق السمر العاق
المدونة أسماؤهم في الغرفة نفسها
التي توضبها لحنينك المفترع

لم يتركوك بعد كل ما ادخرت لهم من قول المنحنيات
لم يتركوك في الغرفة
إلا وأنت مظلم كعادة وجهك أمام الغضب
أليس الإله أولى بالحسن إذا أسيء إليه؟
دائماً أنت في البرية تعرف لغة الطير
وتحفظها لأيام أُخَر
أيام ما عادت مجهولة في أسنة النفاق
المطرقة أكثر لمعاناً مما يريد الماديون قوله
وأنت راحل من خطوة صوب خطوة أخرى
لا تعرف لنفسك موضعاً في الجملة
غير أنك أنت
متأيِّنٌ بوحدانية ذاتك الزمراوية
أي أنك واحد في ما تجده من نفسك لنفسك
عن نفسك لنفسك
نفسها
التي لا تميل إلا للشعر
لتسمعه وتمضي في خطوة تلاحق خطوة أخرى
صوب المحبوبة
أفإن ماتت عندك السيرة الأولى تمضي هكذا
راجلاً من ألطاف السير؟
وتذهب في خطواتك الصخرية
التي نعهدها حيناً بعد حين
فتمضي كالمستغمض من البحر
أفلاكه البصرية
وأنت ساكن في نفس الحجرة
التي رحلت إليها
وقد منعوك من ذي حجرة النفس الرئوي
وأبدلوك بدلاً عنها
الدعة الخشبية
وللأمر برمته في سلسلة مجدك كوكبان؛
أن تصير رأسمالاً لـ"أليس" في بلاد عجائبها
تعود بذلك إليها وقتما شاءت
أو أن تصير كفيفاً تغض عن مجاراة الأحبة المسرفين
في لجة أشواقك للصبايا
وهم بذلك يداعبون حسنهم الشبقي
شوقهم للأنثى الممطرة
الأنثى المضادة للتسويف
التي يتحصلون عليها بكذبهم الذكوري في خيالاتهم السودانية
على إنشاءات مدنية ومدانة.
لبلاد لم تجد فيها "أليس" التي ذكرت
عجائب أكثر مواءمة لتلك العجائب التي في دفتر المنشدين
الناشدين لهدأة في وقت الحرب
ولضجة في سكون العاصفة
ولحوار يمكن أن يكون حوارا يوميا لأخت شقيقة
لم يعلمنا الله بعد كيف أن نتعامل معها
وذلك خطأ مطبعي في القواميس
وخذ كذلك من رمة الأمر أن للشعر مراصد كبرى
منها نفس الغرفة
التي استطار ذكرها
كونك دخلتها ذات غفلة
من عسس الأسرة
وذات يقظة من شيطان المعرفة الماوتسي تونجي.


* شاعر من السودان


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads