الرئيسية » » رَهط شعراء يتأَمَّلون مخلبَ قط | فخري رطروط

رَهط شعراء يتأَمَّلون مخلبَ قط | فخري رطروط

Written By Lyly on الخميس، 15 يناير 2015 | يناير 15, 2015


يَقُولُ الحكيمُ أُوشو:

الحيواناتُ لا تنتحرُ- لا تدخلُ مَصَحَّاتٍ عقليَّةً ، الإنسانُ يفعَلُها
زِدْ عَليْها واحِدَةً أَيُّها الحكيمُ:
الحيواناتُ لا تكتبُ شِعْرًا – الإنسانُ يَفعَلُها.


الشِّعرُ غَريزةٌ مُتوحِّشَةٌ، تَزدادُ شَراسَةً وجُوعًا في البراري
إِنْ رُبِطَتْ في حَظائِرَ أو صارت تَقْفِزُ في حلَقَاتِ النَّارِ
تُهَرِّجُ وَتُضْحِكُ أُناسًا حَمْقَى
سَتَمُوتُ
الشِّعرُ أسَدٌ بِبَيْضَتَيْنِ كَبيرَتَينِ تُرْعِبانِ العَالَمَ
الشِّعْرُ ديناصورٌ استفاقَ في مُتْحفٍ.


أن تكُونَ لكَ رُوحُ ديناصورٍ مَسْجونٍ في جَسَدِ نَملةٍ
وأن يَتَّسِعَ ثُقْبُ النَّملِ لبيضتك
أن تمْضِيَ كاملَ الشِّتاءِ تَقتاتُ على بقايا المُسوخِ
أوَّلُ الرَّبيعِ تُطِلُّ بِقرنَيْكَ مِنَ الثُّقبِ الصَّغيرِ هازِئًا بِكُلِّ مَا مَرَّ
فأنتَ شَاعِرٌ.


حُثَّ الخُطى
لا وقتَ للجَردِ
إنَّهم يَنهَبُونَ قَافِلَتَكَ.

-على الشَّاعِرِ أن يكون:
يتيمَ الأبِ كالمسِيحِ
مُستسْلِمًا لإرَادَةِ العاهراتِ كيوحنَّا المعمدان
نَحَّاتًا كصالحَ
ساحرًا كمُوسىَ
مَلولًا كيونسَ
مُغامرًا كنوحَ
راعيًا كشعيب
ثرثارًا كسليمانَ
قنَّاصًا كداوودَ
حكيمًا كإبراهيمَ
ذبيحًا كإسماعيلَ.


زَهْرةٌ تتغوّطُ
شَجَرةٌ تَبولُ
إنسانٌ طهرانيٌّ
قصيدةٌ حَلُمتُ بها طويلاً.


لها رائحةُ المَواخيرِ جنانُهُم
زَهْرَةٌ واحدةٌ تَهْزِمُهم
قمرٌ واحدٌ أضاعَهُم جَميعَهُم
تعسًا لكلِّ الشُّعراءِ.

- في كُلِّ نَقلةٍ لعقربِ السَّاعةِ، يَموتُ أَحَدُ الشُّخُوصِ المُتَعارِكينَ داخلي
يَنهضُ مَكانَهُ عَشَرَةٌ
سَأفتِكُ بهم جميعًا
سَأُسَلِّمُهُم لِجُرعةِ شِعْرٍ.


الشُّعَراءُ يَقْتُلونَ آباءَهُم وَينسونَكَ أيُّها الجَدُّ الأكبرُ
لولاكَ
لظلَّت صَرَخاتٌ كثيرةٌ نائمةٌ بِانتظارِ أَبَدٍ لا يتزحزحُ
سَأُرَبِّيكَ على يدي
لولاكَ أيُّها الموتُ.


ساعةُ الشاعرِ بلا رملٍ، يسيلُ فيها رمادٌ ناعمٌ
وحوشٌ تتزاحمُ على جانبيِّ الفتحةِ الصَّغيرةِ
من ثُقبٍ صغيرٍ
مرارًا ينسابُ الجحيمُ في ساعتهِ الرَّماديَّةِ.


عابِرٌ
بأقلِّ قدْرٍ من الشِّعرِ
بأقلِّ قَدْرٍ من الحُبِّ
كأنَّ الموتَ يَدَّخِرُني كاملاً لِبَذْخِهِ.


أجملُ السَّروِ يَنبتُ على الجِبالِ الأكثرِعزلةً
أجملُ الشِّعرِ ينبتُ في رأسٍ لهُ أسوارُ صَومعةٍ.


لَمَسْتَ لَهَبَ الماءِ؟
أنت شاعرٌ إذًا.


المطرُ يَهمي على القُبورِ
أكاليلُ الوردِ ذابِلَةٌ
هُنا تولَدُ أجملُ القصائدِ
هل مِن شاعرٍ في المكانِ؟


غاطِسونَ في رَوْثِ العَالَمِ ، يُطِلُّونَ بِرُؤوسِهِم
تَبرقُ في عُيونِهم أَطْيافُ جُزُرٍ وجِنانٍ مَعزُولَةٍ
يُعاوِدونَ الغَطْسَ
فائِضونَ على حاجَةِ العالَمِ
فَرُّوا مِن حَدائِقِ الإلَهِ.


الشَاعرُ فارٌّ مِن قافلةِ غَجَر
ورْدَتُهُم في عُرْوَتِةِ الشَّاعِرِ
دفُّهُم في رأسِهِ.



* شاعر فلسطيني مقيم في نيكاراغوا 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads