الأصدقاء
عندما
نستسلم للحكايات , ويكون السرد دليلنا إلى المصب تصبح أجسادنا أكثر خفة من الهواء
, ويكون علينا عندئذ أن نعير قاماتنا للريح التي ألفناها في الحانات البعيدة .
أليس من المدهش أن نكون أكثر خفة من كائن ميلان كونديرا ؟! حيث نمضي إلى بيوتنا
مثل فراشات, لكأن البيت ذاته حقل أضاع الطريق إلى الغابة . خذ تلك الحكايات إلى
أصدقائك الخارجين للتو من نعاس الكلام , ولا تتركهم عالقين بين ضلعين في الصدر ,
ألا يكفي أن تكون الأوهام هي ضفتنا التي
نرتادها كل يوم .
الأصدقاء
الذين يذهبون إلى الحياة في عريها الطفولي دون خجل أو خوف , الأصدقاء الذين يوزعون
رغباتهم على المارة من البائسين , وأحلامهم على نساء المدينة , هم وحدهم الذين
يقاومون الموت بالكلام , وحدهم من يتلقى نظراتنا قبل أن تصطدم بقعر الهاوية , ولا
أظنك سوى واحد من هؤلاء الفريدين أيها الهواء!!.