الرئيسية » » أخيرا لمست القصيدة بيدي | محمد الحرز

أخيرا لمست القصيدة بيدي | محمد الحرز

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 29 سبتمبر 2014 | سبتمبر 29, 2014

أخيرا لمست القصيدة بيدي، مررت على جلدها الناعم أصابعي العشرة . لم أعثر على النتؤات التي بسببها كنت أظن أنها لن تقترب مني ، لم أعثر على شيء يمنع التصاق الجلد بالجلد. فيما مضى كنت وهي في منزل واحد، ننام في غرفة واحدة ، نجلس إلى طاولة الطعام ، نفطر ونشرب القهوة ذاتها ، نتحدث عن أحوالنا اليومية ، هي تشكو من كثرة الاستعارات التي تبطئ خطوها في السفر والتعرف على أناس في مدن بعيدة ، بعض الأحيان تهاتفني من هناك ، وهي متضايقة من تصرفات بعضهم معها خصوصا حين يجلبون فرقهم الموسيقية ، ويطلبون منها الرقص دون أن يعرفوا مزاجها في تلك اللحظة كيف يكون ؟ بعض القراء كما كانت تقول لي دائما يأخذونها عنوة تحت تهديد السلاح ، إلى تجار مخدرات ، كي يلصقوا كلماتها في بطاقات بريدية، ويبعثوا بها إلى زوجاتهم في قراهم النائية . وكنت بدوري أشكو لها حالة الصرع التي تنتابني من حين لآخر ، وأعتذر منها إذا ما آذيتها وأنا في تلك الحالة . لكنني طوال هذه المدة من الصحبة والعشرة لم أنتبه إلى أنني لم ألمسها قط ! ولولا زوجتي وأطفالي لما تعرفت على ملمس الحطب المتفحم بعد كل حريق هائل تشعله القصيدة في منزلي ثم تذهب .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads