الرئيسية » » شيركو بيكه | البذور | ت: عاشور الطويبي

شيركو بيكه | البذور | ت: عاشور الطويبي

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 29 سبتمبر 2014 | سبتمبر 29, 2014

شيركو بيكه
البذور
ت: عاشور الطويبي
كنّا ملايين
كنّا أشجارا
نباتات حديثة النمو
وبذورا.
من خوذة انقرة
أتوا عند الفجر
قلّعوا جذورنا.
أخذونا بعيدا.
في الطريق سقطت
رؤوس العديد من الأشجار القديمة
ماتت العديد من النباتات الجديدة في البصقيع
العديد من البذور ديست بالأقدام
ضائعون ومنسيون
نمونا نحيفين كنهر صيف
نقصنا كاسراب طيور
تقترب من الخريف
نقصنا إلى مجرد ألاف 
كان عندنا بذور
ارجعتها الريح
وصلت إلى الجبل العطشان مرة اخرى
اختفت في شقوق الصخور
المطر الأول
المطر الثاني
المطر الثالث
نمت من جديد
صرنا غابة مرة اخرى
نحن ملايين
نحن بذور
نباتات
وأشجار قديمة
الخوذة القديمة ماتت!
وانتم الآن الخوذة الجديدة
كيف وضعتَ رأس الرمح
تحت ذقنك.
هل تقدر على القضاء علينا؟
لكنّي أعلم
وأنت تعلم
طالما كان هناك بذرة
بالريح والمطر
هذه الغابة لن تنتهي أبدا؟

المرج الذي بقى اجردا
رغم قبلات مطر السنة الفائتة
سأجعله اخضرا هذه السنة.
قالت الغيمة.
بتلك الزهرة الجميلة
التي لم اشبكها في شعري السنة الفائتة
سأزين نفسي هذه السنة،
قالت الحديقة.
تلك الشجرة الطويلة الجميلة
التي لم ارقص معها السنة الفائتة
سأطلب معها الرقص هذه السنة،
قال النسيم.
تاج السنة الجديدة
التي ارتديته السنة الفائتة
سيبدو أصغر من تاج هذه السنة،
قالت قمة الجبل.
الجداول
التي داعبتها السنة الفائتة
سأطلب ايديها هذه السنة،
قالت البحيرة.
الأفق
الذي لم احلّق فيه السنة الفائتة
سيكون محطة رحلتي هذه السنة،
قال الطائر.
الحروف ذات العيون السوداء
التي لم اعرفها السنة الفائتة
سأضعها عل يدي كاسوارة هذه السنة،
قالت البنت الصغيرة.
الدوامة
التي قُذفتُ بها إلى الوراء السنة الفائتة
سأخترقها هذه السنة،
قال الحصان.
الشموع على اصابعي الإثنيى عشر
تشعّ أملاً أكثر هذه السنة
مما فعلتْ السنة الفائتة،
قال الشمعدان على الطاولة.
حبّة القمح
التي لم افلح في تخزينها في بيت النمل
سآخذها إلى هناك هذه السنة،
قالت النملة.

القصيدة الخجولة كظبي
التي لم اقدر على ترويضها السنة الفائتة
أو التعرّف عليها بعيني
سأروضها هذه السنة
وسآخذها إلى علّية كتابي الشعري
وسأتركها تنام على ذراعيّ،
أنا من قال هذا أخيراً.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads