خطأ كبير.... تلك هي الحياة !!
(1)
خطأ كبير تلك هي الحياة , خطأ يشبه الفراغ الذي تقع عليه أبصارنا عندما ننتهي من
قراءة آخر
صفحة من كتاب أحببناه , لأنه يعيدنا إلى البيت الذي قطعت فيه القابلة حبلنا الموصول بكينونة
الرحم , ولن تكون الخطوة الأولى عسيرة على التذكر , فالأشياء من حولنا لا تجرح , ولا تغار من
صرخاتنا المتعثرة بنفسها من شدة الإرباك , عندما تستحوذ على حيز من فراغ ذلك المنزل . لكنها
تترك أجسادنا الطرية عارية كي تختبر أول أحساس يقاوم جاذبية الحياة .
فالأشياء والفراغ يدركان تماما ما يعنيه الإحساس الأولي للجسد . لذلك يذهب الاختبار إلى
أقصى زاوية تتسم بالكشف والهتك , ليكون أول العارفين بعد أن يتحول هو نفسه إلى مغامرة
عبثية . من هنا كانت ولادة العتمة التي سترافقنا إلى القبر كي تزيح عن الطريق العوائق للوصول
إلى عالم الموتى . وليست ظلال أجسادنا في الحياة سوى العلامة الكبرى على تلك الولادة . لقد
وقعنا في الفخ الذي توهمناه مجرد انعكاس للروح ؛ لأننا بكل سذاجة البشر , لم نطعم تلك
العلامة , ونغذيها , لا من الأشجار , والزهر , والورود والشمس والثلوج , ولكن أطعمناها من
موائدنا الدفينة في عمق الشعور الباطني , ولم يشذ عن القاعدة حتى الذين علمتنا سيرهم أنهم
حولوا جاذبية الأرض إلى مجرد غيمة لا تمطر .
أقصى زاوية تتسم بالكشف والهتك , ليكون أول العارفين بعد أن يتحول هو نفسه إلى مغامرة
عبثية . من هنا كانت ولادة العتمة التي سترافقنا إلى القبر كي تزيح عن الطريق العوائق للوصول
إلى عالم الموتى . وليست ظلال أجسادنا في الحياة سوى العلامة الكبرى على تلك الولادة . لقد
وقعنا في الفخ الذي توهمناه مجرد انعكاس للروح ؛ لأننا بكل سذاجة البشر , لم نطعم تلك
العلامة , ونغذيها , لا من الأشجار , والزهر , والورود والشمس والثلوج , ولكن أطعمناها من
موائدنا الدفينة في عمق الشعور الباطني , ولم يشذ عن القاعدة حتى الذين علمتنا سيرهم أنهم
حولوا جاذبية الأرض إلى مجرد غيمة لا تمطر .
أيها الوشم لا تخفف من غلوائك , ربما يعبر سماءنا عصفور , فتحن الظلال إلى الظلال , ربما
نعبر أرضا قاحلة ؛ فيموت ظلنا من الجوع والتعب. لا شيء واضح على الإطلاق في الدرب
الذي نسلكه نحن والهواء , وكشريكين متخاصمين هو يتمدد في الريح , وعلى غصون الأشجار
ونحن على الذكريات التي لجأت إلينا كي نكتبها قصيدة لا تشير إلى أحد سوى إلى نفسها .
لا شيء خاوٍ من اليقين , الخفة وحدها لا تميل إلى أي طرف , فالهواء والظل والفراغ ليسوا
سوى حكاية الإنسان التي تقف على الحافة, عندما يتذكر بيته الأول .. عفوا.. فخه الأول .
أليس من المعقول أن نسمي تلك المسيرة خطأ كبيرا ترتكبه الحياة ضدنا ؟!!.
سوى حكاية الإنسان التي تقف على الحافة, عندما يتذكر بيته الأول .. عفوا.. فخه الأول .
أليس من المعقول أن نسمي تلك المسيرة خطأ كبيرا ترتكبه الحياة ضدنا ؟!!.
يمكننا أن نسمي المسافة ما بين الشجرة وجذورها مسيرة حياة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ,
يمكننا كذلك أن نسمي المسافة ما بين الباب والعتبة مسيرة حياة أيضا , ولكن ما الذي يدعو المرء
منا أن يقول : هذه حياة وليست فخ .
يمكننا كذلك أن نسمي المسافة ما بين الباب والعتبة مسيرة حياة أيضا , ولكن ما الذي يدعو المرء
منا أن يقول : هذه حياة وليست فخ .
اللسان لا يعجز عن التفريق بين حروف الكلمتين , ناهيك عن البصر والسمع والأحاسيس
الجسدية . لم يخامرني شعور بالشك أننا في متاهة اللعبة التي وضعنا
شروطها منذ الولادة , ولا زلنا نراهن العابرين عليها دون أن نعيد النظر في شروطها ناهيك عن
اللعبة برمتها .
قال مرة إميل سيوران " قبل أن تكون خطأ في المضمون , كانت الحياة خطأ في الذوق , لم يفلح
الشعر ولا حتى الموت في تصحيحه " . إن إحكام الباب , وإغلاق النوافذ هي وظيفتنا المحببة كلما
داهمنا إعصار الكآبة والتفاهة البشرية مثل أفعى . ولكن لسبب غامض تظل النظرات مشدودة إلى
نفسها ؛ كي تخترق هذا السد المنيع رغبةٌ تنقذ آخر رمق من سعادتنا . أليس هذا ما نسميه
المستقبل .. المستقبل الذي لولاه لسقطنا في الرذيلة والكراهية, لسقطنا في الشراسة ؟!
الشعر ولا حتى الموت في تصحيحه " . إن إحكام الباب , وإغلاق النوافذ هي وظيفتنا المحببة كلما
داهمنا إعصار الكآبة والتفاهة البشرية مثل أفعى . ولكن لسبب غامض تظل النظرات مشدودة إلى
نفسها ؛ كي تخترق هذا السد المنيع رغبةٌ تنقذ آخر رمق من سعادتنا . أليس هذا ما نسميه
المستقبل .. المستقبل الذي لولاه لسقطنا في الرذيلة والكراهية, لسقطنا في الشراسة ؟!
لذلك تقولون لي عليك بفتنة الإصغاء , لقد خبرت لذتها .لكن أن ندخل في عمق الإصغاء
معناه أننا عانقنا أنفسنا مثل سؤال كما يقول رامبو , فشكرا على هذا العناق !!!.
معناه أننا عانقنا أنفسنا مثل سؤال كما يقول رامبو , فشكرا على هذا العناق !!!.
(2)
هذه الحياة التي أدعيها ليست هي ذاتها التي نطوّف بها على خشبات مهترئة في عرض البحر
وأمام الأمواج المتدفقة , وكأنها ذلك الغريق الذي يحلم بالغرق لحظة الإنعتاق , لحظة الحقيقة التي
نادرا ما نبصرها في لذة الكلام , وإشارة الأفكار وارتطامها على الرؤوس كصخرة .
ليست هي الحياة التي تخرج إلى الشارع كلما سقطت بلاغتنا على الأرض , وكلما تدفقت العزلة
من ينبوع اللغة , وأصبح الشعراء عراة يلتقطون الحصى وكأنهم يلتقطون القصائد ؛كي لا يعبر ها
البرابرة ولا الطغاة الذين جاؤوا من تحت جذور الأشجار قبل أن يجيئوا من قبور التاريخ .
أليست الحياة بهذا المعنى مجرد خدر يسري في الجسد بفعل الحمّى والهذيان , مجرد كرنفالات
يقيمها الغجر الجوالون والمتسكعون على الحدود بين المدن ؟! أتساءل : ماذا تريد هذه اللغة التي
نحاول الدخول بها في رهانات خاسرة على كلمة " الحياة ؟!
يقيمها الغجر الجوالون والمتسكعون على الحدود بين المدن ؟! أتساءل : ماذا تريد هذه اللغة التي
نحاول الدخول بها في رهانات خاسرة على كلمة " الحياة ؟!
صدقوني أشعر بحرارة أنفاسي في رئتي كلما حركت أحاسيسي جهة ماضيها المشدود إلى صخرة في
عتمة البداهة والتأرجح بين ما نرغبه و بين ما تتناهبه الحقائق من أدلة تكشف مرارة الفاجعة ,
التي تحملها الأيام على دفعات . لا شيء يبقى في اليدين , لا شيء يبقى في مؤخرة الركب سوى
الارتداد إلى ما كنا نسميه سياج الزهرة الذاتية . أنا لست أعلم كيف يدفعني هذا الإحساس
عتمة البداهة والتأرجح بين ما نرغبه و بين ما تتناهبه الحقائق من أدلة تكشف مرارة الفاجعة ,
التي تحملها الأيام على دفعات . لا شيء يبقى في اليدين , لا شيء يبقى في مؤخرة الركب سوى
الارتداد إلى ما كنا نسميه سياج الزهرة الذاتية . أنا لست أعلم كيف يدفعني هذا الإحساس
إلى تخطي أنوات الغير إلى أناي فقط ؟ ! . هل يمكن أن يكون قاموسنا اللغوي الشعري يحتمل
مجموعة الكلمات التي تتواطأ ضد واقعنا المنزاح عن نفسه , وعن مخيلته , هل يمكن ذلك ؟!.
مجموعة الكلمات التي تتواطأ ضد واقعنا المنزاح عن نفسه , وعن مخيلته , هل يمكن ذلك ؟!.
أدرك في هذه اللحظة أنني أحاول القفز بدلا من الدوران , ولكن ما هو الفرق طالما عرفت أن
أمامي القصيدة , وخلفي ذكرياتها , وما بينهما ربما أجمع هذه الحياة ذات يوم , وأقدمها قربانا
لنفسي فقط , أو للواهمين مثلي من البشر .أتعلمون أن من تتعبه القصيدة لن يكون واهما , ليس
في ذلك أدعاء , الادعاء هو الذي يعرّف نفسه للآخرين من خلال القصيدة فقط .
أمامي القصيدة , وخلفي ذكرياتها , وما بينهما ربما أجمع هذه الحياة ذات يوم , وأقدمها قربانا
لنفسي فقط , أو للواهمين مثلي من البشر .أتعلمون أن من تتعبه القصيدة لن يكون واهما , ليس
في ذلك أدعاء , الادعاء هو الذي يعرّف نفسه للآخرين من خلال القصيدة فقط .
ليس وهما من يرتكب الخطأ ويمضي به إلى صورته المعلقة في جدار بيته دون ضجيج اللغة , أو
همسات القصيدة في السمع . لطالما تنبأت أن قدرتي على التحمل يفوق تصوراتي عن اللذة
والألم , ولكن ما أدركه الآن لا يتعدى كونه الشعور الأكثر طمأنينة لي في هذه المتاهة ,
وللقصيدة باعتبارها الوثيقة الرسمية التي ندعي أننا ننتمي إليها .
همسات القصيدة في السمع . لطالما تنبأت أن قدرتي على التحمل يفوق تصوراتي عن اللذة
والألم , ولكن ما أدركه الآن لا يتعدى كونه الشعور الأكثر طمأنينة لي في هذه المتاهة ,
وللقصيدة باعتبارها الوثيقة الرسمية التي ندعي أننا ننتمي إليها .