الرئيسية » » قطرات من دمِ الحسيْن | حسين علي محمد حسين

قطرات من دمِ الحسيْن | حسين علي محمد حسين

Written By Unknown on الأحد، 28 يوليو 2013 | يوليو 28, 2013

قطرات من دمِ الحسيْن

(1)
كيفَ تدثَّرتَ الليلةَ يا سيْفي
بعباءاتِ مديحي الفضفاضْ؟
هلْ أحملُ صدقَكَ
وأؤلِّفُ خارطةً للأنقاضْ
أحشدُها بالخضرةِ، والأنفالِ، وعيْنِ الماءْ
أهتفُ لليلِ (المغتصبِ الشرعيةِ والأهواء)
الباطلُ محتشدٌ ومهولْ
والحقُّ قليلْ
منفرداً في أفْقٍ، أقطفُ آياتِ الأنفالْ
وأُفجِّرُ ينبوعَ الماءِ بوادٍ
منْ صخْرٍ
ورمالْ
لا صحْبَ ولا إخوانْ
هلْ يؤنسُ وحشةَ روحي إلاّ القرآنْ
وطيورٌ خُضْرٌ تخرجُ منْ حوْصلةِ الشهداءِ الشجعانْ
في أرضِ المنفى الأسْيانْ؟
(2)
يا سيفي .. ورفيقي!
صوتُكَ ألفي .. يائي ..
يُنقذُني منْ ليْلٍ يستشري في أحقابِ الملحْ
كمْ طاردَني صوتُ القبحْ
يصنعُ سدًّا بين حنيني والجُرحْ
مُذْ جاءَ السيَّافونَ ـ بليْلٍ ـ
يغتصبونَ حقولَ القمحْ !
(3)
يا منْ حملَ القلبَ الطفلَ على الكفّْ
هلْ لي أن أبكي عمراً ظلَّ هوايَ المذبوحْ؟!
هلْ أتركُ بعضَ قصائديَ العذبهْ
في ليْلِ القرّْ
.. تكشفً عن حيرةِ فجْرِ هوايَ المسفوحْ ..
(فلماذا تتفجَّرُ في الأرضِ عيونُ الدَّمْ
وزهوري تذبلُ في طرْحِ الأرضِ ..
وفي تزيينِ القتلِ جهاراً بغطاءِ الشرعيةِ ..
أوْ تجميلِ خرابِ الروحْ؟!)
(4)
ماذا تُبصرُ خلفَ الليْلِ المترامي
هذا رمْلُ شتاتٍ
يُطلعُ قمراً أسودَ
يتألَّقُ في هذا الليلِ الدّامي
(أُبصرُني تحتَ السكينِ وحيداً
أأُعانقُ ـ وحدي، في ظلِّ الغربةِ ـ أوْهامي؟!!)
فسلاماً يا أبتاه!
سأُردِّدُ للمطعونِ بسيفِ القُربى الآهْ!
لكنِّي لنْ أُقنعَ أحبابي بالموْتِ الدَّاجنْ
وأُعبِّئُ في الليلِ محاصيلَ الدهشةِ ..
ولحوناً تلفظُها الأفْواهْ!!
(5)
أيتُها اللفظةُ ..
كوني في الليلِ الدَّامسِ كالإعْصارْ
كوني في الليلِ القرِّ عواصفَ منْ نارْ
وأعيدي لي صوتَ الحق
حتى أدفق بالصدقِ فتيا
كمياهِ البحْرْ
ودعيني أرسمْ في طلعتِكِ ـ بريقَ الصدقِ الفاتنِ كالسحرْ
في عينيْ أمي ..
في صدْرِ أبي ..
ورحابةِ جدِّي
أتطلّعُ .. أبصرُ قامتَكِ الممشوقةَ ..
ـ يا مكةُ ـ
أيتُها العملاقةُ
أصعدُ في الليلِ مطالعَ صدقكِ
وأحدقُ في أصحابي / الموتى
في الليْلِ يفاجئني صوتُكِ
بالشرفاتِ المفتوحةِ .. ناحيةَ القلبْ
يُرجعُ لي صوتاً يتهدّدني بالويلْ ..
هلْ يفتحُ بابَ القتْل ..
يصبُّ عذاباتٍ منْ كربٍ .. وبلاءْ
وأنا صُبحي يتشوّقُ أنسامَ عبيرِكِ
ـ هذا العذبْ ـ
في ليْلِ الأنواءْ!
(6)
هلْ أقدرُ أنْ أكتبَ أُغنيةً أُخرى
أرسمُ وجهاً آخرَ
للأيّامِ الخضراءْ
منْ نورٍ وضياءْ
هلْ أقدرُ أنْ أُشعلُ قنديلاً للحبّْ
ـ في هذا الزمنِ الموغلِ في البغضْ ـ
في هذي الصَّفحاتِ السَّوداءْ؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads