الرئيسية » » أمير بولص ابراهيم | ترتيلة ذاكرة

أمير بولص ابراهيم | ترتيلة ذاكرة

Written By غير معرف on الأحد، 28 يوليو 2013 | يوليو 28, 2013


  • ترتيلة ذاكرة
    على منضدة ِ الليل ِ ....
    متكأ ً على ذاكرة ٍ ترتل ُ
    ترتيلتها المعتادة ..
    أراقب ُ انصهار شمعتي ..
    تتلذذُ هي بنظراتي
    تتخيل ُ نفسها أنثى
    تُثير ُ في َّ مكامن الاشتهاء ِ
    أغمس أشعاري في نبيذ كأس العوز ِ
    وأسامر جدران عزلتي
    أطالع ُفصل ٌمن دفتر الحياة ِ
    فأرى مدنا ًتتلاطم ُ فيها الرؤوس
    ويعاقر الرصاص أجسادها
    تفوح رائحة الأرواح
    وهي تدلف قباب السماء ِ
    وأسمع صدى لصوتكم يقول لي
    أبقى هنا فأنت شاعرٌ
    والوطن ُ وطن الشعراء ِ
    ذاك .. السياب واقفا ً رغم الأعاصير والأمطار
    ولم يغادر منصته ليبحث عن وطن ٍ آخر
    والرصافي مازال يرتدي بذلته الحجرية ِ
    ولم يغادر بعدما غادرته حمامته البيضاء
    باحثة ً عن ذراع شاعر آخر في بلاد الثلوج
    وهاهو ..أبا تمام ٍ يرنو ببصره ِ نحو صبي ًّ
    يفترش ساحة سوق الطيور ِ في الموصل ِ
    يمد يديه ِ نحو المارين َ في صباحات الجمعة ِ
    عل َّ من يمن َ عليه ِ ببضع حبات قمح ٍ
    لطيره المريض
    وشيركو مازال يكتب قصائده الحارة ِ
    فوق قمم الثلوج
    أقاطع ُ صدى أصواتكم صارخا ً
    انأ لم يبق لي في الوطن ِ
    سوى بضع قصائد ِ
    أطعمها لأطفالي قبل النوم
    كي لا يجوعوا ليلا
    فيوقظوني وانأ احلم بقصيدة أخرى
    اكتبها فوق وسادتي
    لأطعمها لهم في الليل القادم
    قصيدة موجوعة كطفل ٍ مصاب ٍ باللوكيميا
    قصيدة معفرة بالتراب وبزرق الطيور وأنفاس الفئران
    و كامرأة ٍ مدلهمة سقط جنينها للتو واللحظة ِ
    لاعنة ً الأدوية ِ المهدئة للأعصاب
    تقسم أن لا تحبل َ بعد أن سقط جنينها
    كي لا تقتنص الجنين القادم
    الشظايا والمفخخات ِ
    ومازلت امشي على صدر الأيام
    بأطراف أصابعي
    وأدغدغ الحياة بأطراف أناملي
    كي لا تستيقظ الحياة
    وتجدني مازلت أعيش على الخبز والبصل ِ
    ابحث عن ظل ِ جدار ٍ أحتمي تحت ظله ِ مني
    ورغم انصهار شمعتي ....
    سأبقى ...
    لأن أحدى قدماي مغروسة ٍ في تربة مسقط رأسي
    والأخرى تجول ُ بين الأضرحة ِ
    حيث ضريح أبي وأخي
    ويد تمسك بالغيم
    مشكلة ً منه أرغفة لأطفالي
    وأخرى ينصهر فيها قلمي
    فيتقاطر فوق ورق البردي
    سأبقى لأني...
    مازلت ُ ساجدا ً أصلي صلاتي
    في حضن امرأة قادمة من ثلاثينات القرن العشرين
    سأبقى ...
    لأن عشقي مازال مكبلا ً بالسراب ِ
    في أفق السماء..
    وسيبقى هالة ً تحوم حول نجمتي
    كلما قرأت طالعي في صفحات الجرائد ِ
    سأبقى ..
    لأن ترتيلتي ستصبح معلقة َ شعر
    في وطن الشعراء......

    أمير بولص ابراهيم
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads