أغنية لليل
الليلُ حط يا صديقتى على شوارع المدينةْ.
| |
وأنتِ منذ ساعتين قد تركتنى وعدت
| |
تركتنى بمفردى أسيرْ
| |
سحبتِ كفك الدفوقة الحنان من يدى
| |
ليشهر الرحيل سيفه على لقائِنا القصيرْ
| |
وكم وددت لو ظللتِ جانبى
| |
لأننى أخاف ذلك السواد حينما يجىء
| |
كأنه انعكاس روحى التى ترى الحياة هكذا سواد
| |
ثقيلةٌ أقدام هذا الليل يا صديقتى على الفؤاد
| |
والنور والزحام والضجيج مهرجان
| |
ورعشة النيون عندما تضيء.
| |
وواجهات البيع والشراء زُيِّنَت.
| |
بكل ما يذر فى العيون الانبهار.
| |
لو تعلمين أنني ..
| |
.. أضيع يا صديقتى فى ليل هذه المدينة السعار
| |
ولا أحد
| |
يحاول الوقوف لحظةً
| |
لكى يطل فى عيون حزنى التى بلا قرار.
| |
الدرب يا صديقتى اختناق
| |
وناس تختفى وراء ناس
| |
وبينهم
| |
حزنى يداس هاهنا كظِلِّىَ المُدَاس
| |
الكل لاهثٌ كأنه سباق
| |
يُحَرِّكُ الزحامَ فى مداره سعارُ الاقتناء !
| |
لكننى حلمت لو وجدت فى حديقةٍ بجانب الطريق زهرتين .
| |
أضىء ليل شعرك الجميل حينما أضعهما بمفرقه!
| |
وها أنا أمضيت ليلى الحزين فى المسير ما وجدت زهرةً
| |
تضوعت بالعطر والحياة فى موات ذلك الجحيم.
| |
يتيمةٌ مشاعرى فى عمق هذا الليل مثلما أنا يتيم
| |
وأنت يا صديقتى بعيدةٌ كأنك النهار
| |
وربما لو كنتِ جانبى
| |
لأنبتت بذور روحى الفَرَحْ .
| |
وغادرت جوانحى نوارس الأحزان
| |
وربما لو راحت العيون فى العيون والتقت يدان
| |
غاب استعار البيع والشراء
| |
وأُطفِيءَ النيونُ والإعلان
| |
واستيقظت مدينتى من ليلها الثقيل
| |
لتعلن النهارَ صحوةُ الإنسان .
|