الرئيسية » » جَمَعْتُ مِنْ فَرْعِ ذَاتِ الدَّلِّ أوْتَارِي | علي الجارم

جَمَعْتُ مِنْ فَرْعِ ذَاتِ الدَّلِّ أوْتَارِي | علي الجارم

Written By Unknown on الأحد، 28 يوليو 2013 | يوليو 28, 2013

جَمَعْتُ مِنْ فَرْعِ ذَاتِ الدَّلِّ أوْتَارِي


جَمَعْتُ مِنْ فَرْعِ ذَاتِ الدَّلِّ أوْتَارِي وصُغْتُ مِنْ بَسَمَاتِ الغيدِ أَشْعَاري
وَعِشْتُ لِلْفَنِّ أَحْيَا فيِ بَدَائِعِهِ بَيْنَ الظِّلاَلِ وَبَيْنَ السَّلْسَلِ الْجَارِي
أَشْدُو فَإِنْ شِئْتَ أَن تُصْغِي لِسَاجِعَة ٍ مِنَ الْخُلُودِ فأَنْصِتْ تَحْتَ أَوْكَارِي
كَادَتْ تَزُقُّ يَرَاعِي الطَّيْرُ تَحْسَبُهُ وَقَدْ تَغَنَّى بِشِعْرِي سِنَّ مِنْقَارِ
قَدْ عَلَّمَتْهُ التَّغَنِّي فَوْقَ أَيْكَتِهِ فَفَاقَهَا فِي التَّغَنِّي فَوْقَ أَسْطَار
كَأنَّ دَاوُدَ أَلْقَى عِنْدَ بَرْيَتِهِ أَثَارَة ً مِنْ تَرَانِيمٍ وَأسْرَارِ
أعْدَدْتُه قَبَساً يُذْكى تَوَقُّدُهُ عَزْمَ الشَّبَابِ وَيَهْدِي لَيْلَة َ السَّارِي
وَيَكْشِفُ الأَمَلَ الْمَحْجُوبَ سَاطِعُهُ وَالْيَأْسُ تَغْشَى بأَسْدَافٍ وَأسْتَارِ
الشِّعْرُ عَاطِفَة ٌ تَقْتَادُ عَاطِفَة ً وَفِكْرَة ٌ تَتَجَلَّى بَيْنَ أَفْكارِ
الشِّعْرُ إنْ لاَمَسَ الأَرْوَاحَ أَلْهَبَهَا كمَا تَقَابَلَ تَيَّارٌ بِتَيَّارِ
الشِّعْرُ مِصْبَاحُ أَقْوامٍ إِذَا الْتَمَسُوا نُورَ الْحَيَاة ِ وَزَنْدُ الأُمَّة ِ الْوَارِي
الشِّعْرُ أُنْشُودَة ُ الْفَنَّانِ يُرْسِلُهَا إِلَى الْقُلُوبِ فَتَحْيَا بَعْدَ إِقْفَارِ
الشِّعْرُ هَمْسُ غُصُونِ الدَّوْحِ مَائِسَة ً وَدَمْعة ُ الطَّلِّ في أجْفَانِ أَزْهِارِ
الشِّعْرُ لِلْمُلْكِ جَيْشٌ لاَ يُصَاوِلُهُ جِلاَدُ مُرْهَفَة ٍ أَوْ فَتْكُ بَتَّارِ
يَغْزُو ويُنْصَرُ لاَ أَشْلاَءُ مَعْرَكَة ٍ تُرَى وَلاَ وَثَبَاتٌ حَوْلَ أَسْوَارِ
إِذَا تَخَطَّرَ فِي الأَفْوَاهِ تُنْشِدُهُ غَضَّ الْجُفُونَ حَيَاءً كُلُّ خَطَّارِ
وَإِنْ أَغَارَ تَنَادَى كُلُّ ذِي هَلَعٍ إِلَى الْفِرَارِ وَأَوْدَى كُلُّ مِغْوَار
قَدْ كَانَ حَسَّانُ جَيْشاً فِي قَصَائِدِهِ أَشَدَّ مِنْ كُلِّ زَحَّافٍ وَجَرَّارِ
وَكَانَ مُلْكُ بَنِي مَرْوَانَ فِي أُطُمٍ عَالٍ مِنَ الشِّعْرِ يَرْمِي الشُّهْبَ بِالنَّارِ
وَهَل زَهَتْ بِبَنِي الْعَبَّاسِ دَوْلَتُهُمْ إِلاَّ بِأَمْثَالِ حَمَّادٍ وَبَشَّارِ
فَقُلْ لِمَنْ رَاحَ لِلأَهْرَامِ يَرْفَعُهَا الْخُلْدُ فِي الشِّعْرِ لاَفى ِ رَصْفِ أَحْجَار
كَمْ حِكْمَة ٍ فيهِ لاَ تَفْنَى بَشَاشَتُهَا وَمِنْ حَدِيثٍ عَلَى الأيَّام سَيَّارِ
الشِّعْرُ لِلْمُلْكِ مِرْآة ٌ مُخلَّدَة ٌ عَلَى تَعَاقُبِ أَجْيَالٍ وَأَدْهَارِ
صَوَّرْتُ فِيهِ سَنَا الْفَارُوقِ مُؤْتَلِقاً يَزْدَانُ بِاثْنَيْنِ إِجْلاَلٍ وَإِكْبَارٍ
وَصُغْتُهُ فَاتِنَ الأَلْوَانِ مُزْدَهِراً كَأَنَّمَا نَقَشَتْهُ كَفُّ آذَارِ
مُلْكٌ مِنَ النُّورِ قَدْ ضَاءَتْ دَعَائِمُهُ كَأَنَّمَا شِيدَ مِنْ هَالاَت أَقْمَار
وَدَوْلَة ٌ رَكَّزَ الإِسْلاَمُ رَايَتَهُ فِيهَا عَلَى طَوْدِ تَارِيخٍ وَآثارِ
وَعَاهِلٌ مِنْ صَمِيمِ النِّيل نَبْعَتُهُ أَمَا تَرَى لِيَدَيْهِ وَكْفَ أمْطَارِ
أَحْيَا النفُّوسَ بِآمَالٍ تُضَاحِكُهَا فَالْيَأْسُ فِيهَا غرِيبُ الأَهْلِ وَالدَّارِ
كَأَنَّ أيَّامُهُ وَالْبِرُّ يَغْمُرُهَا صَحَائِفُ الطُّهْرِ فيِ أَيْمَانِ أَبْرَارِ
كَأَنَّمَا عَهْدُهُ وَالْبِشْرُ يَمْلؤُهُ تَبَسُّمُ الشَّرْقِ عَنْ أَنْفَاسِ أَسْحَارِ
كَأَنَّ ذِكْرَاهُ لَمَّا سَارَ سَائِرُهَا عَبِيرُ دَانِيَة الظِّلَّيْنِ مِعْطَارِ
كَأَنَّ أَمْدَاحَهُ فِي أُذْنِ سَامِعِهَا مَسَاقِطُ الشَّهْدِ مِنْ أَعْوَادِ مُشْتَارِ
كأَنَّ طَلْعَتَهُ وَالشَّوْقُ يَرْقُبُهَا وَجْهُ الصَّباحِ يُحَيِّي نِضْوَ أَسْفَارِ
فَارُوقُ يَا زِينَة َ الدُّنْيَا وَبَهْجَتَهَا وَأَسْعَدَ النَّاسِ في وِرْدٍ وَإِصْدَارِ
وَابْنَ الْمُلُوكِ الأُلَى فَلَّتْ عَزَائِمُهُمْ مِنْ حَدِّ كُلِّ صَلِيبِ الْحَدِّ جَبَّارِ
أَقْمَارُ مَمْلَكَة ٍ آسَادُ مَلْحَمَة ٍ أَملاَكُ مَرْحَمَة ٍ صُنَّاعُ أَقْطَارِ
مِنْ كُلِّ ندْبٍ بَعِيدِ الرَّأْيِ مُسْتَبِقٍ إِلى الْجِهَادِ مُغَارِ الْفَتْلِ صَبَّارِ
الْمَجْدُ أَبْقَى لَهُمْ ذِكْرَى مُخَلَّدَة ً أَعْمارُهُمْ وُصِلَتْ مِنْهَا بِأَعْمَارِ
الشَّعْبُ شَعْبُكَ وَالأَيَّامُ بَاسِمَة ٌ وَالدَّهْرُ كَالزَّهْرِ فيِ صَفْوٍ وَإِنْضَارِ
أَحَبَّكَ الشّعْبُ فَانْعَمْ فِي مَحَبَّتِهِ فَأَنْتَ مِلْءُ قُلُوبٍ مِلْءُ أَبْصَار
مُرْ وَانْهَ فِي الْحَقِّ فَالأَسْمَاعُ مُصْغِيَة ٌ فِدَاؤُكَ النَّفْسُ مِنْ نَاهٍ وَأمَّار
وَارْفَعْ لِوَاءَكَ فَوْقَ الشَّرْقِ تَلْثِمُهُ أَفْوَاهُ أَوْدِيَة ٍ فِيهِ وَأمْصَارِ
ذِكْرَاكَ فِي الدَّهْرِ آيَاتٌ مُطَهَّرَة ٌ تَحْلُو بِغَنٍّ وَتَرْتِيلٍ وَتَكْرَارِ
شدَوْتُ بِاسْمِكَ حَتَّى كدْتُ مِنْ طَرَبٍ أَظُنُّنِي ذَا جَنَاحٍ بَيْنَ أَطْيَارِ
فَإِنْ سَمِعْتَ رَنِيناً كُلُّهُ عَجَبٌ فَالْعُودُ عَودِي وَالأَوْتَار أْوْتَارِي
جُلُوسُكَ الْيَوْمَ أَثْمَارُ الْمُنَى يَنَعَتْ يَا حُسْنَها مِنْ مُنى ً خُضْرٍ وَأَثْمَارِ
عِيدٌ بِهِ الأَرْضُ وَالآفَاقُ مُشْرِقَة ٌ تَمَازَجَتْ فِيه أَنْوَارٌ بِأَنْوَارِ
عِيدٌ كَأَنَّ اللَّيَالي قَدْ وَهَبْنَ لَهُ مَا في الْخَلِيقَة ِ مِنْ يُمْنٍ وَإِيسَار
النِّيلُ فِيهِ جَرَى يُمْلى بَشَائرَهُ وَيَنَثنِي بَيْنَ أَدْوَاحٍ وَأَشْجَارِ
إِذَا الرَّبِيعُ رَمَى فِيهِ أَزَاهِرَهُ جَزَاهُ بِالتِّبْرِ دِينَاراً بِدِينَارِ
أوِ الْحَمَائِمُ غَنَّتْ فَوْقَ مَائِجَة ٍ حَبَا الْحَمائِمَ تَهْدَاراً بِتَهْدَارِ
يَا كَالِىء َ الدِّينِ وَالدُّسْتُورِ مِنْ جَنَفٍ وَحَارِسَ النِّيلِ مِنْ أَوْضَارِ أَكْدَارِ
وَحَافِزَ الشَّعْبِ يَدْعُوهُ فَيَتْبَعُهُ إِلَى النُّجُومِ جَرِيئاً غَيْرَ خَوَّارِ
الْعِلْمُ لِلشَّعْبِ رُكْنٌ غَيْرُ مُنْصَدِعٍ وَالشَّعْبُ بِالْعِلْمِ صَفٌّ غَيْرُ مُنْهَارِ
اخْتَارَكَ اللّهُ للإِسْلاَمِ تَنْصُرُهُ فَكُنْتَ مَوْئِلَهُ يَا خَيْرَ مُخْتَارِ
عِشْ فِي الْقُلُوبِ فَقَدْ أَعْطَتْ مَقَالِدَهَا وَفِي نَعِيمٍ عَمِيمِ الْغَيْثِ مِدْرَارِ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads