الرئيسية » » عادل أحمد العيفة | فَروُها الأبيض كان حديقة ً

عادل أحمد العيفة | فَروُها الأبيض كان حديقة ً

Written By غير معرف on الأحد، 28 يوليو 2013 | يوليو 28, 2013

 عادل أحمد العيفة
فَروُها الأبيض كان حديقة ً

القطة التي كانت تَعهَد شرفتي بموائها 
قفزتْ من القلب و هَوَتْ ناحية الصَّمت 
فروُها الأبيض كان حديقة ً 
و صوتها البلّوريّ العالي 
سَقَط من أعلى كمزهريّة تُركِيّة
تهشَّمَت في القاع 
فجفَّت الأزهار

لا شيء حولي الآن
سوى مُواء و ضباب
و قطّة تعبر الحلم على أطراف أقدامها 
تلك القطّة كانت آخر حرف
يهجر شفتي 
لتكتمل القصيدة 
آية ً يرتّلها الليل 
و تسقط القصيدة من سماء الشَّفَتين
أراها تتدحرج مثل كرة مَطـّاط 
و من الأسفل لا تراها  فالجاذبية لا تُسقِط الحُروف 
تتدحرج الكرة بين الجدران التي تَقشَّرَ طِلاؤُها 
و تُحدِث ُ صوتًا في القاع
تصير للصّدى أجنحة بيضاء
و ينبُت بين الأجنحة رأسٌ و مخالبُ صغيرة
إنه عصفور جاء من الصدى 
بلا قِشرة 
و لا أحٍّ و لا مَحٍّ

وحيدًا أتخَيّل خَطوَكِ على الجدران
و أداعب بأنفي وسادتكِ المبتلّة بالضحكات و القَفَزات الطفوليّة 
أناملي تشتبك ببعضها فأرمي نظراتي مثل سجينٍ إلى السّقف فتنكسر مثل سِهام 
أناديكِ فيذبُلُ الصّوتُ و يُورِقُ في دمي اسمُكِ 
و في كَفّي ينبُت عُشبٌ أ ُرسِلـُهُ في الرّيح فيعودُ هشيمًا 
و لا يبقى في القلب سِوى الحَريق

أيتها القِطـّة كيف ترحلين دون مُصافَحَة 
لكِ في القلب أنهارٌ و شجر فِلّين و طـُفولةٌ
كُلّها مرسومة ٌ لك أنت بلا ريشة 
بلا ألوان 
بل بالضّوء و بقايا رماد مُتساقط من الأفق الغائم
لم تتركي شيئا أناديكِ فيه
فرُحتُ أخترع أمكِنةً لأناديكِ 
أناديكِ من شرفتي التي أصبحتْ أعلى من شجرة الصّوت 
أناديك في الفناجين المَكسورَة 
و حين يجيء المطر أناديكِ في الزّخّات و أرقص ملء الهُطول 

أراكِ قِطـَّتِي تعبُرين , تحت المزا ريب 
يُحاصِرُكِ صوتي السّابح في الصّدى 
فتموئين و تتمنّين ليلة شتاء في أحداقي
تتمنّين قُبلة تأتيكِ بِها الرّيحُ خِلسَة ً من شَفتي 
تتمنّين و تتمنّين و تتمنّين 
تعالي قبل أن أرفع أسواري 
و ألـُفَّ القَلبَ بمنديل و أرميه للحِيتان الصّغيرة
تعالي قبل مجيء اللّيل إلى نافذتي 
كي أراكِ فيَكتمِلَ وجهُكِ في ذاكِرَتي 
و أسقِطَ كلّ الحُصون التي حاصَرتني في الحلم 
و أحضن ظلـّكِ ساعَة ً منسوجَة ً بِعَقارِب الدّهشة و البكاء


عادل أحمد العيفة



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads