عادل أحمد العيفة
فَروُها الأبيض كان حديقة ً
القطة التي كانت تَعهَد شرفتي بموائها
قفزتْ من القلب و هَوَتْ ناحية الصَّمت
فروُها الأبيض كان حديقة ً
و صوتها البلّوريّ العالي
سَقَط من أعلى كمزهريّة تُركِيّة
تهشَّمَت في القاع
فجفَّت الأزهار
لا شيء حولي الآن
سوى مُواء و ضباب
و قطّة تعبر الحلم على أطراف أقدامها
تلك القطّة كانت آخر حرف
يهجر شفتي
لتكتمل القصيدة
آية ً يرتّلها الليل
و تسقط القصيدة من سماء الشَّفَتين
أراها تتدحرج مثل كرة مَطـّاط
و من الأسفل لا تراها فالجاذبية لا تُسقِط الحُروف
تتدحرج الكرة بين الجدران التي تَقشَّرَ طِلاؤُها
و تُحدِث ُ صوتًا في القاع
تصير للصّدى أجنحة بيضاء
و ينبُت بين الأجنحة رأسٌ و مخالبُ صغيرة
إنه عصفور جاء من الصدى
بلا قِشرة
و لا أحٍّ و لا مَحٍّ
وحيدًا أتخَيّل خَطوَكِ على الجدران
و أداعب بأنفي وسادتكِ المبتلّة بالضحكات و القَفَزات الطفوليّة
أناملي تشتبك ببعضها فأرمي نظراتي مثل سجينٍ إلى السّقف فتنكسر مثل سِهام
أناديكِ فيذبُلُ الصّوتُ و يُورِقُ في دمي اسمُكِ
و في كَفّي ينبُت عُشبٌ أ ُرسِلـُهُ في الرّيح فيعودُ هشيمًا
و لا يبقى في القلب سِوى الحَريق
أيتها القِطـّة كيف ترحلين دون مُصافَحَة
لكِ في القلب أنهارٌ و شجر فِلّين و طـُفولةٌ
كُلّها مرسومة ٌ لك أنت بلا ريشة
بلا ألوان
بل بالضّوء و بقايا رماد مُتساقط من الأفق الغائم
لم تتركي شيئا أناديكِ فيه
فرُحتُ أخترع أمكِنةً لأناديكِ
أناديكِ من شرفتي التي أصبحتْ أعلى من شجرة الصّوت
أناديك في الفناجين المَكسورَة
و حين يجيء المطر أناديكِ في الزّخّات و أرقص ملء الهُطول
أراكِ قِطـَّتِي تعبُرين , تحت المزا ريب
يُحاصِرُكِ صوتي السّابح في الصّدى
فتموئين و تتمنّين ليلة شتاء في أحداقي
تتمنّين قُبلة تأتيكِ بِها الرّيحُ خِلسَة ً من شَفتي
تتمنّين و تتمنّين و تتمنّين
تعالي قبل أن أرفع أسواري
و ألـُفَّ القَلبَ بمنديل و أرميه للحِيتان الصّغيرة
تعالي قبل مجيء اللّيل إلى نافذتي
كي أراكِ فيَكتمِلَ وجهُكِ في ذاكِرَتي
و أسقِطَ كلّ الحُصون التي حاصَرتني في الحلم
و أحضن ظلـّكِ ساعَة ً منسوجَة ً بِعَقارِب الدّهشة و البكاء
عادل أحمد العيفة
فَروُها الأبيض كان حديقة ً
القطة التي كانت تَعهَد شرفتي بموائها
قفزتْ من القلب و هَوَتْ ناحية الصَّمت
فروُها الأبيض كان حديقة ً
و صوتها البلّوريّ العالي
سَقَط من أعلى كمزهريّة تُركِيّة
تهشَّمَت في القاع
فجفَّت الأزهار
لا شيء حولي الآن
سوى مُواء و ضباب
و قطّة تعبر الحلم على أطراف أقدامها
تلك القطّة كانت آخر حرف
يهجر شفتي
لتكتمل القصيدة
آية ً يرتّلها الليل
و تسقط القصيدة من سماء الشَّفَتين
أراها تتدحرج مثل كرة مَطـّاط
و من الأسفل لا تراها فالجاذبية لا تُسقِط الحُروف
تتدحرج الكرة بين الجدران التي تَقشَّرَ طِلاؤُها
و تُحدِث ُ صوتًا في القاع
تصير للصّدى أجنحة بيضاء
و ينبُت بين الأجنحة رأسٌ و مخالبُ صغيرة
إنه عصفور جاء من الصدى
بلا قِشرة
و لا أحٍّ و لا مَحٍّ
وحيدًا أتخَيّل خَطوَكِ على الجدران
و أداعب بأنفي وسادتكِ المبتلّة بالضحكات و القَفَزات الطفوليّة
أناملي تشتبك ببعضها فأرمي نظراتي مثل سجينٍ إلى السّقف فتنكسر مثل سِهام
أناديكِ فيذبُلُ الصّوتُ و يُورِقُ في دمي اسمُكِ
و في كَفّي ينبُت عُشبٌ أ ُرسِلـُهُ في الرّيح فيعودُ هشيمًا
و لا يبقى في القلب سِوى الحَريق
أيتها القِطـّة كيف ترحلين دون مُصافَحَة
لكِ في القلب أنهارٌ و شجر فِلّين و طـُفولةٌ
كُلّها مرسومة ٌ لك أنت بلا ريشة
بلا ألوان
بل بالضّوء و بقايا رماد مُتساقط من الأفق الغائم
لم تتركي شيئا أناديكِ فيه
فرُحتُ أخترع أمكِنةً لأناديكِ
أناديكِ من شرفتي التي أصبحتْ أعلى من شجرة الصّوت
أناديك في الفناجين المَكسورَة
و حين يجيء المطر أناديكِ في الزّخّات و أرقص ملء الهُطول
أراكِ قِطـَّتِي تعبُرين , تحت المزا ريب
يُحاصِرُكِ صوتي السّابح في الصّدى
فتموئين و تتمنّين ليلة شتاء في أحداقي
تتمنّين قُبلة تأتيكِ بِها الرّيحُ خِلسَة ً من شَفتي
تتمنّين و تتمنّين و تتمنّين
تعالي قبل أن أرفع أسواري
و ألـُفَّ القَلبَ بمنديل و أرميه للحِيتان الصّغيرة
تعالي قبل مجيء اللّيل إلى نافذتي
كي أراكِ فيَكتمِلَ وجهُكِ في ذاكِرَتي
و أسقِطَ كلّ الحُصون التي حاصَرتني في الحلم
و أحضن ظلـّكِ ساعَة ً منسوجَة ً بِعَقارِب الدّهشة و البكاء
عادل أحمد العيفة