وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ، وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ
وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ، وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ | فزدني صدوداً ما استطعتَ ، وَ لاَ تألُ |
إذا كان قربي منكَ بعداً عن المنى | فَلاَ حُمَّتِ اللُّقْيَا، وَلاَ اجْتَمَعَ الشَّمْلُ |
وَ كيفَ أودُّ القربَ منْ متلونٍ | كَثِيرِ خَبَايَا الصَّدْرِ، شِيمَتُهُ الْخَتْلُ |
فليتَ الذي بيني وَ بينكَ ينتهى | إلى حيثُ لا طلحٌ يرفُّ وَ لاَ أثلُ |
خَبُثْتَ، فَلَوْ طُهِّرْتَ بِالْمَاءِ لاَكْتَسَى | بكَ الماءُ خبثاً لا يحلُّ بهِ الغسلُ |
فَوَجْهُكَ مَنْحُوسٌ، وَكَعْبُكَ سَافِلٌ | وَقَلْبُكَ مَدْغُولٌ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ |
بكَ اسودتِ الأيامُ بعدَ ضيائها | وَأَصْبَحَ نَادِي الْفَضْلِ لَيْسَ بِهِ أَهْلُ |
فلوْ لمْ تكنْ في الدهرِ ما انقضَّ حادثٌ | بِقَوْمٍ، وَلاَ زَلَّتْ بِذِي أَمَلٍ نَعْلُ |
فَمَا نَكْبَة ٌ إِلاَّ وَأَنْتَ رَسُولُهَا | وَ لاَ خيبة ٌ إلاَّ وَ أنتَ لها أصلُ |
أَذُمُّ زَمَاناً أَنْتَ فيهِ، وَبَلْدَة ً | طلعتَ عليها ؛ إنهُ زمنٌ وَغلُ |
ذمامكَ مخفورٌ ، وَ عهدكَ ضائعٌ | وَرَأَيُكَ مَأْفُونٌ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ |
مَخَازٍ لَوَ انَّ النَّجْمَ حُمِّلَ بَعْضَهَا | لَعَاجَلَهُ مِنْ دُونِ إِشْرَاقِهِ أَفْل |
فسرْ غيرَ مأسوفٍ عليكَ ، فإنما | قُصَارَى ذَمِيمِ الْعَهْدِ أَنَّ يُقْطَعَ الْحَبْلُ |