الحلم على ساحل المتوسط
ليل القاهرةِ دروبٌ باردةٌ
| |
خاليةٌ من خطوات الناس سوى خطوى
| |
وسماءٌ مظلمةٌ
| |
وبقايا سحبٍ ترحلُ نحو الغرب شريدةْ
| |
كان الوعد مُطِلاًّ في الآفاقِ
| |
وكانت أشجارُ الصَّفصَافِ تُبعثِرُ أورَاقاً
| |
والريحُ تُرَتِّلُ لَحناً من أحزانٍ
| |
وشوارعُ قاهرتى لا تسأمُ ترديدَهْ!
| |
كنت وحيداً ...
| |
أمضى خلف طيوف الحلم الغائب
| |
كانت أقمارُ الشَّجنِ الوَضَّاءَ وحيدهْ !
| |
وخديجةُ تمشى الآن على ساحل "وهران"
| |
تُسِرُّ لأمواج المتوسط عن فارسها الغائب منذ سنين
| |
حتى يركض بجوانحها الوجد
| |
فتتمرد تنهيدةْ !
| |
وحدي أخترت السلوى و الأحزان
| |
وخديجةُ منذ بزوغ الحلم اختارت أن يكتمل
| |
إلى أن يلقى نهار عيدهْ !
| |
هى غائبةٌ عَنِّى الآنَ
| |
بوجهٍ صاغ الفجرُ ملامحَهُ
| |
وعيونٌ يركض فيها الصحو
| |
وشفاهٌ تمطر هذا الكون أناشيداً
| |
فتخر النايات شهيدة!
| |
وأنا أتجول في ملكوت الوحدة ...
| |
أحلم بالفردوس الضائع
| |
أسأل: كم سنة ستمر لكى نتلاقى
| |
كم يتبقى كى تتلامس هذى الأيدى
| |
أو كى ترحل من عينيك إلى عينىَّ قصيدة ؟
| |
أفقٌ يمتدُ بحجمِ الحُزنِ أمام خطاى
| |
وفضاءٌ ممتلئٌ بترانيم الوجد السابح فى الأفلاك
| |
وتراتيلِ العِشقِ الزاخرِ
| |
وأناشيده !
| |
كيف يكون العالم
| |
حين يمر العمر العاشق
| |
دون نداءِ عذبِ يسطع...
| |
أو تغريدةْ ؟!
|