أيكف شأوك أن يكون أماما
أيكف شأوك أن يكون أماما | حنقٌ يشب من الوعيد ضراما |
من أين للحر المهذب شيمة ٌ | ترضى الهوان وتقبل الإرغاما |
إن المصاب هو المصيب فخله | وخلائقاً جعلت عليه سهاما |
لا يعجبنك ما ترى من أمرنا | إنا خلقنا فاضلين كراما |
لا نستكين لدى الطلاب ولا نرى | عنت الزمان إذا استمر غراما |
نلقى جبابرة الخطوب أعزة ً | ونهم بالنوب العظام عظاما |
نعتد شكوى الحادثات مسبة ً | ونرى الضراعة للملوك حراما |
نأبى تعسفهم وننكر ظلمهم | ونعدهم لشعوبهم خداما |
ما شاء ربك أن يكون طغاتهم | في الناس آلهة ٌ ولا أصناما |
تغضي العيون إذا رأت تيجانهم | وعروشهم والجند والأعلاما |
مهلاً بني الغبراء قد وضع الهدى | فخذوا الحقائق وانبذوا الأوهاما |
هل يدفعون الموت ساعة ينتحي | أم يملكون على العروش دواما |
الملك أجمع والجلال لواحدٍ | صمدٍ تبارك وحده وتسامى |
إنا لعمرك ما نطيع لغيره | حكماً ولا نعطي سواه زماما |
نعصي الملوك إذا عتوا عن أمره | ونهين في مرضاته الحكاما |
ونجل شيعته ونكرم حزبه | ونصون بعد نبيه الإسلاما |
ونحبه نكون عند قضائه | في الأقربين محبة ً وخصاما |
نأتم بالنور المبين وحسبنا | بالبينات من الكتاب إماما |
ملأ الزمان هدًى وأشرق حكمة ً | للعالمين ورحمة ً وسلاما |
نزل الأمين به فكان حكيمه | لله عهداً بيناً وذماما |
مجدٌ لأحمد ما ينال وسؤددٌ | يعيي الزمان ويعجز الأقواما |
وبناء عزٍ ما يخاف مكينه | صدعاً ولا يتهيب الهداما |
الله أمن ركنه وأحله | ركناً يهد الدهر والأياما |
هدم العروش الشامخات وردها | بعد المهابة والجلال رغاما |
بلغت مكان النيرات فأصبحت | وكأنها لم تبلغ الأقداما |
ديست بأقدام الغزاة وربما | داس الألى كانوا عليها الهاما |
جيشٌ مشى جبريل حول لوائه | ومشى النبي مغامراً مقداماً |
يزجي من الأبطال كل موحدٍ | صلى لرب العالمين وصاما |
شرع اليقين لدى الطعان مثقفاً | واستله عند الضراب حساما |
جنات عدنٍ في ظلال سيوفهم | يرضونها نزلاً لهم ومقاما |
يتسابقون إلى منازلها العلى | يتفيأون الخير والإنعاما |
تتأجج النيران خلف صفوفهم | ويرون جنات النعيم أماما |
لا يملكون إذا الكماة تدافعت | في غمرة ٍ خوراً ولا استسلاما |
يرجون رضوان الإله لأنفسٍ | يحملن أعباء الجهاد جساما |
رفعوا بحد السيف دين هداية ٍ | لولا جليل صنيعهم ما قاما |
في كل معتركٍ يضج به الردى | ويظل في أنحائه يترامى |
سالت به غزر الدماء جداولاً | وتجمع الشهداء فيه ركاما |
لا تثبت الأسوار حين تقيمها | إلا إذا كانت دماً وعظاما |
والناس لولا ما يجيء كبارهم | لم يدركوا بين الشعوب مراما |