ألا لا أرى في مصر إلا دعاويا
ألا لا أرى في مصر إلا دعاويا | وإلا صدى ً يشجي الرياح الذواريا |
أرى همماً يعصفن بالنجم رفعة ً | وهن جثي ما رفعن النواصيا |
أرى شيماً تفني الأماديح كلها | وما برحت تملي علي الأهاجيا |
أرى ذمماً ينسين في الدهر من وفى | ويولعن بالغدر الذئاب الضواريا |
أرى أمة ً لا يخطئ المجد سعيها | ولكنها لا تستطيع المساعيا |
ولولا رجالٌ جاهدوا لبقائها | لما تركت منها يد الدهر باقيا |
أولئك رواد الحياة رمت بهم | مطايا المنى في الخافقين المراميا |
ينادون في الأقطار إنا نريدها | حياة ً ترد النيل ريان صافيا |
فلسنا حماة النيل حتى نعزه | وحتى نرى ملك الكنانة عاليا |
أنتركها للغاصبين ونبتغي | لنا وطناً فوق البسيطة ثانيا |
غضبنا لمصر غضبة ً ما نردها | إلى أن نرى المختار في القبر راضيا |
فلسنا ذويه إن أضعنا تراثه | ولسنا بينها إن أطعنا الأعاديا |
أنمسي عبيداً يملكون نفوسنا | وأموالنا من دوننا والذراريا |
أما يسألون الدهر إذ نحن أمة ٌ | نسوس الورى ساداته والمواليا |
رفعنا على هام الممالك حكمنا | فكان لها تاجاً من العدل غاليا |
أفالآن لما غير الدهر عهده | يريد الأعادي أن نطيل التغاضيا |
سينسف بغي القوم شامخ عزنا | إذا نسف الوهم الجبال الرواسيا |
درجنا على أنا لا نكون أعزة ً | نصول فنجتاح العدو المناويا |
ندين بألا تستباح بلادنا | وألا نرى فيها مدى الدهر غازيا |
ولن يقضي الإنسان حق بلاده | إذا هو لم يبذل لها النفس فاديا |
شغفنا بوادي النيل إذ نحن أهله | فأحبب بنا أهلاً وبالنيل واديا |
أما ودموع المدعين به الهوى | لقد كدن يضحكن القلوب البواكيا |
ألحت تباريح الغرام فميزت | أخا الصدق منا والدعي المرائيا |
جزى الله في ذات الإله جهادنا | وروح هاتيك النفوس العوانيا |
ألا إنه خير مثيبا وجازياً | ولن يخذل الهدام من كان بانيا |