يا مخلفاً ودموع القلب تتبعه
يا مخلفاً ودموع القلب تتبعه | بدافقات من الأشجان حمراء |
كيف ارتضيت جزاك الحبّ ما صنعت | أهوال خلفك في ضرى وإيذائي |
يقول عنك خطابٌ صيغ من لعب | إني أهنتك في يوم الثلاثاء |
ماذا صنعت أجبنى هل صنعت سوى | ما يأمر الحب من فتك وإغواء |
نيران حسنك ضاءت لي فهمت بها | والنار أندى على قلبي من الماء |
لا تشك من صبواتي إنها قبسٌ | من نار وجهك يذكى في أهوائي |
إني سأنسى ولكن كيف واتبعي | من نقمة هي عندي كل نعمائي |
ألو يجود بها الهتاف ترجعني | إلى الضلال فأصحو بعد إغفاء |
ما ذلك الصوت ما هذا البغام أجب | يا بلبلاً شدوه سورات صهباء |
إني سأنساك آه كيف يخطر لي | أني سأنساك يا حبي وبغضائي |
في كل يوم أعاني منك معضلةً | أعيا بها بين إغضاب وإرضاء |
تحبىء تسأل عني ثم تسلمني | قبل السلام إلى كربى وبأسائي |
أبحتك الخوف منى إنني أسدٌ | منه الظباء على ميعاد إرداء |
أمخلفٌ أنت ما هذا أما شهدت | بصدق وعدك أيام الثلاثاء |
إني لأسأل نفسي كيف يغلبني | عليك أهلك يا محراب أهوائي |
عشرون عاما وهم يرعون في رغد | أزهار حسن كريم العرق وضاء |
أهلوك ما حالهم هل عربدوا شغفاً | وهم يرونك في صبح وإمساء |
إن يجهلوك فعين اللَه تحرسهم | من فتنةٍ كالرحيق الصرف هوجاء |
يا لاعباً والهوى جد أما تعبت | ألعاب لهوك من تمزيق أحشائي |
إلعب كما شئت صان اللَه ساحرة | من مقلة هي إسعادي وإشقائي |
أأنت من أنت أصدقني فما خبرٌ | يحار فيه ضمير السامع الرائي |
كمثل ما سمعت اذنى وما شهدت | عيني من السحر في شجراء غنّاء |
فضحتني والهوى الفضاح ملك يدي | أسديه لطالبي عطفي وأندائي |
فضحتني لا جزاك الحب صالحة | ولا تمردت في يوم الثلاثاء |
ولا أشتفى منك روم يدعى كذبا | أن سوف تنسى مواعيد الثلاثاء |
ماذا تريد أتنساني إذن جهلت | أحلام روحك إغوائي وإصبائي |
إلي أنت ولو شاء الرحيل غدا | أن ينقلوك إلى بيداء جهلاء |
إلي أنت ولو أمسيت في سفر | لكنت أنت شفيعي يوم بأسائي |
تعال لا تدّخر لقياك عند غدٍ | ولا تقل عيدنا يوم الثلاثاء |
أوّاهُ من موعد يهفو له كبدي | قل لي بوجهك ما يوم الثلاثاء |
جرى الحديث إلى وجه فتنت له | كأنه البدر في أعقاب ظلماء |
لم يخلق اللَه وجهاً مثل طلعته | إذا تراءى لأحلامي وأهوائي |
قد صغته من هيامي فهو لي عجبٌ | من الغرائب أفديه بحوبائي |
تعال عندي تجد ما تشتهيه تجد | صدراً يضمّك ضم الصخر للماء |
تعال عندي ولا تفزع فما ظفرت | دنيا الغرام بإصماء كإصمائي |
آهٍ عليك وآهٍ منك يا رشأ | عيونه السود محرابٌ لأهوائي |
يا حالماً وغرامى ما يطيف به | إن استراح إلى أطياف إغفاء |
أنا الطبيب فلا تسأل سواي فما | نجاة روحك في غير الثلاثاء |
بخلت فابخل ودعني أدّخر شغفي | لحاسديك على فتكي وإغوائي |
إن يغلبوك على قلبي فما جهلوا | إيحاءك الشعر في يوم الثلاثاء |
هم فوق وجهك في حسن وفي طربٍ | وفي ملامح مثل الشمس بيضاء |
لكنهم لم يروا صبّاً يهيم بهم | كما أهيم بروحٍ منك صهباء |
إن يعجبوا من غرامي فيك قل لهمُ | إني عرفتك في يوم الثلاثاء |
فضحتني يا جميلاً كله تحفٌ | كأنه الصبح في يوم الثلاثاء |
ثلاثةٌ منك أغروني بحسنهم | فجئت أدعوك في يوم الثلاثاء |
وما الثلاثة لا تسأل فأنت بها | أدرى بحسنك يا روح الثلاثاء |