الراكعون
متوحدون على موائدنا المليئة بالجثث
| |
ومشتتون على دروب
| |
الخزي والزمن الرديء
| |
متجمعون على رغيفٍ من خشبْ
| |
متفرقون على رصيف
| |
الحزن والموت البطيء
| |
يا أيها الصمت المعتق في العروقْ
| |
من علم الفرسان أصوات الخرسْ ؟!
| |
من علم الطير المهاجر
| |
أن يغادر ريشه عند الحدود ؟!
| |
يا أيها الحلم المكَّفن من زمنْ
| |
من علّم الأموات أن يتوجعوا ؟!
| |
من علّم الأحياء أن الحلم أخره انتحارْ ؟!
| |
يا أيها الوجه المعَّفر بالدماء
| |
من علّم الأطفال أن يلقوا البراءة
| |
تحت أقدام اللصوصْ ؟!
| |
من علّم الضعفاء أن يتبادلوا
| |
أشلاء وجهٍ مستعار ؟!
| |
يا أيها الوطن المرابض تحت أقدام الوثنْ
| |
من علّم الناس الركوع ؟!
| |
من شال قبلتهم وأبدلها بأبواب القصورْ ؟!
| |
للربّ صمت الصامتينْ
| |
للرب حلم الحالمينْ
| |
للرب وجه الراكعين
| |
والحكم لْه ، والأمْر له
| |
سبحان من أسرى بنا نقتات مما يلفظون
| |
ونرتدي ثوب العراء
| |
ونستظل بما تبقى من غمامات اللهبْ
| |
سبحان من نزع الغضبْ
| |
سبحان من وضع البلاهة في صدور الغافلين
| |
فأسلموا للريح أحلام الصبا
| |
سبحان من وضع القلمْ
| |
كي يسطر الفقراء من آلامهم ما يشتهونْ
| |
سبحان من كسر القلمْ
| |
من علّم الموت النفور من الضحايا الأبرياء
| |
من قال كنْ
| |
فإذا الديار مآتمٌ ، وإذا النساء أراملٌ
| |
وإذا الجواري قد ملأن الدور من كل الصنوف
| |
والربُّ يحمل بين كفيه الذهب
| |
الرب يشحذ سيفه والناس تنتظر الطلبْ
| |
متجمعون على رغيفٍ من خشبْ
| |
متفرقون على متاهات التعبْ
| |
ومصدقون لكل ما يتقَّولون
| |
جلَّ الطغاةُ عن الكذبْ .
|