الصّدق والرواية المُلّفَّقة
يا سيِّدي
| |
يا مُخرج الرواية العظيم
| |
دقائِقٌ ويُرفَعُ السِّتَارْ
| |
وتبدأُ الأصواتُ في الخفوت
| |
.. تُطفأُ الأنوارْ
| |
ويشدهُ المشاهدون للذي يدور
| |
دقائقٌ ويبدأُ الدوارْ
| |
وينبري المُمَثِّلونَ في السَّخَف
| |
إن يبدءوا بعرضِ هذه الرواية المُلَفَّقةْ
| |
تَتَابَعَت فُصُولُها تُجَمِّلُ الكَذِب
| |
وتطمِسُ الحقيقةَ الخَرْسَاء
| |
وأنتَ في مكانكَ البعيد ترقبُ الجميع
| |
تُطِلُّ من وراءَ هذه الستائر السوداء
| |
في أَوجُهِ المُمَثِّلينَ والحضور
| |
لِتَطمَئنَّ أن كُلَّ ما لفَّقْتَهُ يسيرُ وِفقَ ما يُرام
| |
فتفرًكَ اليدينَ في انتشاءة الحبور
| |
إن تَلمَحَ المُشاهدينَ قد تَرَنَّحوا من الضَحِك
| |
فلم يُلاحِظوا رداءةَ الحوار
| |
أو يُدرِكوا تفاهةَ الرواية المُزَيَّفهْ
| |
يا سيِّدي
| |
دقائقٌ ويصعد الممثلونَ فَوْقَ مسرحك
| |
لكي يواصلوا الكذب
| |
أمامَ هذهِ الصفوف
| |
كُلٌّ إلى مكانه الذي رسمتَهُ له
| |
أمَّا أنا
| |
فلن أكونَ في مكاني المألوف
| |
سئمتُ دَوريَ المُلَفَّقَ المُعتاد
| |
وأن أكونَ واحداً من الذين يخدعون هذه الألوف
| |
وأنتَ لستَ فَوقَ مُستَوى الخَطَأ
| |
لكنَّ من يُصَفِّقونَ كُلَّ ليلةٍ لزيفكَ المُعاد ..
| |
.. أوهموكَ بالنَّجاح والنبوغ بعدَما خدَّرتَهُم
| |
بالضحك والغِناء والرَّداءة المُقَنَّعهْ
| |
سأترُكُ التمثيلَ لِلَّذي يُريد
| |
ليَستَمِرَّ دَوريَ الرديءَ من جديد
| |
في هذه الأُكذوبة المُرَوِّعَهْ
| |
لكنني وددتُ أن أقول
| |
لو أَدرَكَ الجُمهورُ زيفَ ما يراه
| |
أو تَكَشَّفَت أمامهُ الحقيقةَ التي تفنَّنَ التلفيقُ في إخفائِها ..
| |
.. بجوِّ عرضِكَ البهيج
| |
لَضَجَّت النفوسُ بالذهول والأسى
| |
وماجَ هذا المسرحُ الكبيرُ بالنشيج
|