اعتذار
تتَشوَّقين إلى سَماعِ قصائدي | لتَضُمَّ قلبَكِ واحةُ الكلماتِ |
زمنٌ طويلٌ مرَّ .. لَم أنطق بهِ | حرْفًا .. ولَم أُرسِل مِن الزهراتِ |
ما زلتُ أكبحُ من جِماحِ عواطفي | حتَّى ظلمتُكِ .. يا حياةَ حياتِي |
تتَساءَلينَ .. هل انْتهى ما بَيْننا ؟ | أم صِرتَ تبْحثُ عنْ حبيبٍ آتِ |
هل كان ذاك الشِّعرُ هذْرًا زائفًا | زيَّنْتَهُ بِحلاوةِ الكذِباتِ ؟ |
أم صرتَ ذكرى شاعرٍ .. عصفتْ بهِ .. | الأيَّامُ حتَّى صار كالأمواتِ ؟ |
كُنَّا نَمُدُّ إلى النُّجُومِ أكُفَّنا | ونَجُولُ بين البدْرِ والغَيْماتِ |
كنَّا نثرثِرُ ليلَنا ونَهارَنا | ويدومُ هَمْسُ الْحُبِّ بالساعاتِ |
ماذا جرى ؟ الْحُبُّ أصبحَ وَحشةً | والشِّعرُ صمتًا حائرَ الْخُطواتِ |
لا تغضبِي منِّي .. فإنِّي تائهٌ | ما زلتُ أبْحثُ في الْهَوى عن ذاتِي |
قَلِقٌ .. أُفَتِّشُ عن كلامٍ لَمْ يُقَلْ | عن قُبلةٍ بِكْرٍ .. عنِ الْهَمَساتِ |
قلقي لأجلكِ .. إنَّني أحتاجُ أنْ | أُعطيكِ أجْملَ مِن شذى أبياتي |
أُعطيكِ ياقوتًا .. عقيقًا .. لؤلؤًا ؟ | أُعطيكِ سلسالاً من النجماتِ ؟ |
أُعطيكِ مِن عمري ؟ قليلٌ لا يفي | ما هوْ سوى عددٍ من السنواتِ |
إن تعتِبي أو تغضَبي .. فَمُحِقَّةٌ | هذا اعتذاري منكِ عنْ غلطاتِي |
عن كلِّ يومٍ مَرَّ في صمتٍ وَلَمْ | أمدحْ جَمالَكِ سائرَ اللحظاتِ |
عن كلِّ يومٍ فيهِ لَم أُبْحِرْ على | أمواجِ شَعرٍ ثائرِ الْخُصلاتِ |
عن كلِّ يومٍ فيهِ لَم تلمَسْ يدي | يدَكِ الْحَبِيبةَ .. يا أرَقَّ مَهاةِ |
هذا اعْتذاري باسِمٌ لكِ فابسِمي | فالْحُبُّ لا يَحْيا بلا بَسَماتِ |
وثِقِي بِحُبِّي .. فهْو يَمْلأُ مُهجتي | وبوصفهِ ليستْ تَفِي كَلِماتي |